الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتقام الاحتلال.. 9000 ضربة نحو لبنان و60% من غزة تدمرت

  • مشاركة :
post-title
أثار القصف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية ببيروت

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في أقل من 3 أسابيع شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية غير مسبوقة على لبنان، أسفرت عن استشهاد أكثر من 1400 شخص، وإصابة ما يقرب من 7500 آخرين، ونزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

ونقلت الشبكة عن منظمة مراقبة الصراع "إيروورز" أن القصف الإسرائيلي للبنان يمثل "الحملة الجوية الأكثر كثافة" في العالم خارج غزة خلال العقدين الماضيين.

وقالت إميلي تريب، مديرة المنظمة ومقرها المملكة المتحدة، لـ"سي إن إن"، إن الضربات الإسرائيلية في لبنان تحدث "بمستوى وكثافة لم يكن حلفاء إسرائيل ليقوموا بها على الإطلاق خلال العشرين عامًا الماضية".

وأشارت "تريب" إلى الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد "داعش" في عام 2017، حيث تم إسقاط 500 ذخيرة في يوم واحد على الرقة، معقل التنظيم بسوريا، لكن جيش الاحتلال أعلن أنه استخدم 2000 ذخيرة ونفّذ 3000 ضربة على لبنان في يومي 24 و25 سبتمبر الماضي.

وبالمقارنة، خلال معظم حرب الولايات المتحدة في أفغانستان التي استمرت 20 عامًا، نفّذت الولايات المتحدة أقل من 3000 ضربة في السنة، باستثناء السنة الأولى من الغزو، التي تم فيها تنفيذ نحو 6500 ضربة، وفقًا لبيانات "أيروورز" التي حللتها "سي إن إن".

وعن حجم ومدى الضربات الإسرائيلية على لبنان قالت "تريب": "هذا ليس طبيعيًا"، كما وصفت القصف الإسرائيلي على غزة على مدار عام بـ"غير العادي" إلى حد كبير، حيث تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 60٪ من المباني تضررت بسبب الضربات الإسرائيلية للقطاع.

كانت "سي إن إن" أوردت في وقت سابق، تقارير عن استخدام جيش الاحتلال للقنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، التي يلقي الخبراء باللوم عليها في ارتفاع عدد الشهداء والجرحى في غزة، في الغارات الجوية التي أسفرت عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في لبنان.

ولفتت الشبكة إلى الخسائر التي خلّفتها الذخائر الضخمة على البنية التحتية المدنية في غزة والآن في لبنان.

وذكرت "سي إن إن" إن فريقها في بيروت، وجد هذا الأسبوع أن العديد من الضربات الإسرائيلية وقعت دون سابق إنذار. كما ترسل إسرائيل أوامر الإخلاء عبر الرسائل النصية في منتصف الليل، عندما يكون معظم الناس نائمين. ونتيجة لذلك، يستمر ارتفاع حصيلة الضحايا في لبنان، حيث أصبح خُمس سكانه نازحين.

ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل مستمر منذ الثامن من أكتوبر الماضي، في اليوم التالي لبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 41 ألف شخص في القطاع، معظمهم أطفال ونساء.

وبحسب بيانات منظمة "مواقع وأحداث الصراع المسلح"، وهي منظمة تجمع البيانات عن الصراعات العنيفة، فإن غالبية النيران المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله منذ بداية الحرب جاءت من الضربات الإسرائيلية والطائرات بدون طيار والقصف والصواريخ على الأراضي اللبنانية.

ووفق المنظمة، شنّت إسرائيل ما يقرب من 9000 هجوم على لبنان منذ 8 أكتوبر الماضي؛ وشنَّ حزب الله 1500 هجوم في الإطار الزمني نفسه.

وفي الخامس والعشرين من سبتمبر المنصرم، صعّد جيش الاحتلال عدوانه الجوي بسلسلة مكثفة من الغارات عبر مساحات واسعة من لبنان، ما يمثل اليوم الأكثر دموية بالنسبة للبنان منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006.

في حين أن معظم الغارات الجوية الإسرائيلية على مدى العام الماضي استهدفت جنوب لبنان، فقد صعّد جيش الاحتلال أيضًا من هجماته على العاصمة اللبنانية في الأسابيع الأخيرة، حيث أدت الغارات الجوية المتعددة في جنوب بيروت إلى تدمير المباني السكنية والمناطق المدنية المكتظة بالسكان.

وأدت سلسلة من الضربات السريعة إلى اغتيال ما لا يقل عن سبعة من كبار القادة والمسؤولين في حزب الله في الأسابيع الأخيرة، ما شكّل الضربة الأكثر أهمية للمجموعة منذ تأسيسها في أوائل الثمانينيات.

وتركزت معظم هذه الضربات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة سكنية مكتظة بالسكان ومعقل لحزب الله. وهناك اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة جوية على مخبئه تحت الأرض في 27 سبتمبر.

وذكرت "سي إن إن" إن المدنيين يدفعون الثمن الأغلى، بما في ذلك 127 طفلًا استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المكثف في أقل من ثلاثة أسابيع، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية. وفي يوم 23 سبتمبر وحده، استشهد ما لا يقل عن 558 شخصًا، من بينهم 50 طفلًا و94 امرأة.

وقال مايكل آدامز، مدير مكتب لبنان في منظمة كير الدولية، إن النساء والفتيات يتأثرن بشكل خاص بالنزوح الناجم عن الغارات الجوية، مضيفًا أن ما يقرب من نصف الأشخاص في ملاجئ الطوارئ للنازحين في لبنان هم من الأطفال، وأن المرافق تعمل بما يتجاوز قدرتها.

والآن، تستهدف إسرائيل وسط بيروت ــوليس ضواحيهاــ بغارات جوية للمرة الأولى منذ ما يقرب من عشرين عامًا.

وفي الوقت نفسه، أصبحت ربع الأراضي اللبنانية الآن تحت أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية، في حين تكثّف إسرائيل عملياتها البرية في الجنوب، حيث تم دفع سكانها إلى مسافة تزيد على 30 ميلًا إلى الشمال من منازلهم.

وصدرت أوامر إخلاء لأكثر من 100 قرية في جنوب لبنان، ما أثار مخاوف من غزو بري موسع. ولا يعرف السكان متى قد يتمكنون من العودة، أو ما قد يجدونه متبقيًا، وفق "سي إن إن".