رغم ابتعاد النجمة نيللي عن الأعمال الفنية منذ نحو 20 عامًا، شددت الفنانة المصرية على أنها لم تعتزل الفن، لكنها لم تجد عملًا مناسبًا يعيدها مرة أخرى للساحة الفنية.
واسترجعت نيللي ذكرياتها مع محطاتها المهمة في مشوارها الفني الطويل، وذلك خلال ندوة تكريمها في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت اليوم بحضور العديد من النجوم، مشيرة إلى أن من أبرز أدوارها السينمائية تجسيد شخصية "إيناس" الزوجة الشريرة في فيلم 'العذاب امرأة" الصادر عام 1977 والذي شاركها بطولتها الممثل الراحل محمود ياسين.
وقالت نيللي إنها اعتمدت في "العذاب امرأة" أسلوبًا خاصًا في الأداء، مستخدمة ملامح جافة وصوتًا محددًا، بعيدًا عن الطرق التقليدية في تجسيد أدوار الشر.
وأشارت الفنانة التي تحمل الدورة الحالية من المهرجان اسمها إلى أن أمتع لحظات حياتها كانت أثناء تصوير فوازير رمضان التي تألقت فيها عبر عدة سنوات، قائلة: رغم المجهود الكبير الذي كنت أبذله، إلا أنها من أحب الأعمال الفنية وأقربها إلى قلبي، إذ قدمت من خلاله مختلف الفنون من تمثيل واستعراض وغناء.
وتقدمت نجمة فوازير "عالم ورق ورق ورق" و"الخاطبة" بالشكر لإدارة مهرجان الإسكندرية على تكريمها المميز، معبرة عن سعادتها بالتكريم في مدينة الإسكندرية التي تحبها طوال عمرها.
وفي كلمته وصف الأمير أباظة رئيس المهرجان الفنانة نيللي، بأنها "أيقونة الدورة الأربعين"، بفضل تنوع أدوارها الفنية التي قدمتها على مدار عقود، مؤكدًا أنها تألقت في مختلف الأدوار الفنية، من الكوميديا إلى التراجيديا والاستعراض، مضيفًا أن موهبتها اللامحدودة جعلتها تتربع على عرش النجومية لفترات طويلة.
مشوار نيللي الفني
وحضر الندوة عدد من صناع الفن الذين رافقوا نيللي في مشوارها الفني، ومنهم مدير التصوير سمير فرج، إذ أشار خلال الندوة إلى أن بداية عمله معها كانت من خلال فيلم "مع تحياتي لأستاذي العزيز" ثم فيلم "الغول"، مضيفًا أنها كانت تهتم بإتقان دورها وخروجه بأفضل صورة ممكنة.
فيما وصف المخرج عمرو عابدين تجربته مع نيللي في مسلسل "ألف ليلة وليلة" بأنها تجربة مميزة مع فنانة كبيرة، ووجد فيها تواضعًا كبيرًا رغم كونها نجمة ذات موهبة كبيرة وتمتلك خبرة فنية عميقة.
كما أضافت الممثلة العراقية كلوديا حنا أن نيللي ليست فقط نجمة مصرية، بل هي نجمة للعالم العربي بأسره، حيث أدت جميع الفنون باحترافية، وأصبحت أيقونة للأنوثة والرقة والأزياء في مختلف الدول العربية.
تكريم المخرج محمد عبد العزيز
كما أقيمت ضمن فعاليات المهرجان ندوة تكريم المخرج محمد عبد العزيز، الذي أعرب عن سعادته بتوفير المهرجان الفرصة للقاء الحضور، مسترجعًا ذكرياته مع أول فيلم كوميدي له بعنوان" في الصيف لازم نحب" الصادر عام 1974، مشيرًا إلى أنه في أول مشهد يجمع بين عبد المنعم مدبولي وسعيد صالح، اقترح الأول ارتداء البدلة بالمقلوب ليضيف عنصرًا كوميديًا، إلا أنه استبعد ذلك لأنه لا يبحث عن الضحك بشكل مباشر، بل يسعى إلى كوميديا الموقف التي تفرض الضحك تلقائيًا.
وأكد مخرج فيلم "حنفي الأبهة" بطولة عادل إمام أن الكوميديا تُخاطب العقل مباشرةً وغالبًا ما تعالج القضايا الاجتماعية، في حين أن التراجيديا تخلق أجواءً تثير العاطفة والمشاعر.
أفلام ناجحة
وفيما يتعلق بالسيناريو، أشار إلى تعاونه مع عدد من المؤلفين، مثل فاروق صبري وأحمد عبد الوهاب وأحمد صالح، حيث قدموا معًا أفلامًا ناجحة منها "عصابة حمادة وتوتو". وأكد أن فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي شهدت ازدهارًا فنيًا وأفكارًا غزيرة.
نصائح للشباب
وأشار عبد العزيز إلى أن المخرج الكوميدي يجب أن يتمتع بسمات خاصة، من بينها فهم أن رد الفعل أهم من الفعل، كما يجب أن يكون المخرج لديه حس داخلي بالموقف الكوميدي، وثقافة واسعة، وروح مرحة.
لدى محمد عبد العزيز العديد من المسرحيات الناجحة، إذ قال إن المسرح يتطلب من المخرج سيطرة كاملة على إيقاع العمل بين الممثلين، معبرًا عن اعتزازه بعدد من أعماله على خشبة المسرح ومنها "شارع محمد علي" بطولة فريد شوقي وشريهان وهشام سليم ووحيد سيف، ومسرحية "عفروتو" بطولة محمد هنيدي وحسن حسني.