الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

3 أفلام تقتنص جوائز المهرجان الدولي لفيلم المرأة بالمغرب

  • مشاركة :
post-title
فيلم "جوفيدا"

القاهرة الإخبارية - فنون وثقافة

شهدت مدينة سلا المغربية الدورة 17 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة، التي اختتمت فعالياتها أمس، عرض مجموعة أفلام لمخرجات من حول العالم، إذ فاز فيلم "جوفيدا"، بالجائزة الكبرى للمهرجان، فيما نال "أنيمال" جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أحسن ممثلة، أما "لغة أجنبية" فحصل على تنويه لجنة التحكيم.

فيلم "لغة أجنبية" تدور أحداثه بين فرنسا وألمانيا، حيث تحل الفتاة الفرنسية المراهقة "فاني" في إقامة لغوية لتقيم مع أسرة الشابة الألمانية "لينا" التي تقاربها في السن، بعد أن كانتا تراسلان بعضهما.

ناقشت المخرجة الفرنسية كلير بيرجر، قضايا تؤرق حاليًا المجتمعات الأوروبية، خصوصًا ما يتعلق منها بالأجيال الشابة، فمن تأزم وتعقد العلاقات بين الآباء والأبناء واستحالة التواصل بين الطرفين، إلى تنامي الحس السياسي بقضايا حساسة وآنية لدى الأجيال الشابة، إضافة لملامسة نفسية المراهقات بالخصوص والمشاكل النفسية التي يتعرضن لها جراء المشكلات الاجتماعية والأسرية والسياسية المحيطة بهن.

واستطاعت المخرجة الغوص من خلال الفيلم، في تركيبة الشباب الحالي بأوروبا عمومًا، وفي فرنسا وألمانيا على الخصوص، عبر نموذج هاتين الشابتين اللتين لا تزالان قاصرتين، لكنهما تشارفان على سنّ النضج مبكرًا حاملتين على أكتافهما مشكلات أكبر منهما.

ونسجت المخرجة علاقة بين الفتاتين، تطورت دون استعجال، من مرحلة الصداقة للحب.

ورغم معاناة الفتاة الفرنسية من الكذب المرضي الذي ينتابها دوريًا كلما أرادت لفت الانتباه، فإن العلاقة لا تفتأ تجمع بينها وصديقتها، ليأتي مشهد النهاية كتتويج لكل ما شاهدناه طيلة لحظات الفيلم بمواجهة عنيفة للشباب، ومن ضمنهم الفتاتان مع عناصر الأمن.

أما في فيلم "أنيمال"، فنتابع حالة "كاليا" الراقصة التي يلتحق بها راقصون وراقصات من جنسيات أوروبية متعددة، ليكونوا فرقة تقدم عروضًا راقصة للسياح في فندق بجزيرة يونانية ذات صيف قائظ.

تتعدد لوحات الرقص، ومعها تتأزم حالة "كاليا" بالتدريج، لتعيش حياة التسكع في حانات الجزيرة، إذ تشرب حتى الثمالة، وتصطحب كل مرة رجلاً غريباً تبيت معه لمرة واحدة فقط، رغم تشبث زميلها في الفرقة بها وحبه لها.

ويعبر الفيلم عن حياة الفنانين الهامشيين ومعاناتهم، مع التركيز على النساء ومعاناتهن، وجانبهن الأكثر حساسية والقابل للكسر الذي يصعب جبره، إذ يحمل العمل رؤية نسائية لا تخطئها العين الفاحصة، في تتبع حالة نسائية منكسرة بامتياز.

بأسلوب شاعري، يذكرنا بأفلام تاركوفسكي وشخصيات نسائية مركبة نفسيًا تجد لها مرجعيات في سينما بيرجمان، حققت المخرجة الفنلندية كاتيا جوريلوف فيلمًا نافس بقوة في الدورة 17 لمهرجان فيلم المرأة، كونها استطاعت الإمساك بتلابيب سردها السينمائي بإيقاع مضبوط، ذهابًا وإيابًا عبر 3 مراحل عمرية لشخصيتها الرئيسية "جو فيدا"، من الطفولة لسن النضج والشباب إلى الشيخوخة البائسة، إذ تعود هذه المرأة في أواخر سنوات عمرها صحبة ابنة أختها التي لم تلتقيها قط، بعد أن ورثتا المكان الذي شهد طفولتها البائسة التي كانت أساس تدهور حالتها النفسية والعقد التي أصبحت تعاني منها في كبرها، حيث ستُحرم الطفلة من التعليم لتضيع كل حياتها بعد ذلك.

الفيلم يحمل مرجعيات نفسية، واستطاعت المخرجة نسج شخصياتها النسوية، خصوصًا الشخصية الرئيسية بحنكة وتمكن.

المشاهد التي كانت تتخيل فيها "جو فيدا" وهي طفلة ثم وهي عجوز، جدها الذي جعل حبه لها وجهله يكون سببًا في عدم التحاقها بالمدرسة، ارتقت للحظات إشراق سينمائي، إضافة لاختيار الفضاء المصور، حيث الطبيعة الجميلة لكنها متوحشة، ولا ترحم في هامشيتها، وبعدها عن الحضارة والتمدن، وكيف أصبح هذا الجمال المتوحش مادة صاغتها المخرجة بوجهة نظر ذات حساسية نسائية متميزة.

اختيار الأبيض والأسود، واللعب على الظلال والإضاءة الخافتة، شكّل في عديد من المشاهد حالة تعبيرية بالصورة تجد لها مرجعية أساسية في التعبيرية الألمانية كتوجه سينمائي مؤسس، خصوصًا باستخدام الأبيض والأسود، واللعب بالإضاءة والظلال كمكون أساسي للتعبير في السينما الفنية بالخصوص.