في السادس عشر من فبراير عام 1992، شهدت الساحة اللبنانية حدثًا بارزًا بتولي حسن عبد الكريم نصر الله منصب الأمين العام لحزب الله، خلفًا للأمين العام السابق عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل عبر صاروخ استهدف موكبه.
نصر الله، الذي يعد الأمين العام الثالث للحزب، وُلِد في 31 أغسطس 1960، في قرية برج حامود في محافظة جبل لبنان.
كان نصر الله الطفل التاسع في عائلة مكونة من عشرة أطفال، وُلد لأب يدعى عبد الكريم نصر الله، ونشأ في عائلة لم تكن دينية بشكل صارم، وبدأ مسيرته السياسية في حركة أمل التي كانت تميل إلى الفكر الشيوعي الماركسي.
تدرج نصر الله في صفوف الحركة حتى أصبح مندوبًا في قريته البازورية التابعة لقضاء صور، والتي عاد إليها مع عائلته عام 1975 بعد اندلاع الحرب اللبنانية.
لاحقًا، انتقل "نصر الله" إلى تلقي التعليم الديني في مراكز وحوزات شيعية في لبنان والعراق وإيران، وانضم إلى حزب الله، وتدرج في صفوفه حتى وصل إلى منصب الأمين العام.
نال لقب "سيد المقاومة" بعد أن لعب دورًا بارزًا في تحرير جنوب لبنان عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي، الذي دام 22 عامًا، كما قاد الحزب في مواجهة إسرائيل خلال حرب يوليو عام 2006.
لعبت خُطب "نصر الله" الحماسية دورًا مهمًا في اكتساب شعبية واسعة، لكن هذه الشعبية بدأت تتراجع بعد انخراطه في الحرب الأهلية السورية، وهو ما أثار انتقادات من داخل الحزب، إذ اعتبر الأمين العام السابق صبحي الطفيلي (الأمين العام الأول لحزب الله) أن مشاركته كانت لأغراض سياسية، واتهمه بالطعن في عقيدة حزب الله، إذ برر موقفه بأنه يسعى لحماية القرى والمقدسات الشيعية في سوريا.
بعد الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 والذي حمل اسم عملية "طوفان الأقصى"، خرج نصر الله ليعلن تأييده لهذه الفصائل، رغم أنه قال إنه لم يكن على علم بالهجوم. تلا ذلك تبادل لإطلاق النار مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية، ما أدى إلى تصعيد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وفي النهاية، أعلنت إسرائيل عن مقتل "نصر الله" وعدد من قيادات الحزب في تلك الهجمات.