أطلق حزب الله اللبناني، صباح اليوم الأربعاء، صاروخًا باليستيًا من نوع "قادر 1" على مقر قيادة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، في ضواحي تل أبيب.
وهذه هي المرة الأولى منذ بدء التصعيد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل قبل عام، يستهدف الحزب مقرًا لجهاز الموساد قرب تل أبيب، باستخدام "صاروخ قادر 1".
وأشار الحزب إلى أن مقر جهاز الموساد قرب تل أبيب هو المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير أجهزة الاتصال "البيجرز" وأجهزة اللاسلكي"، وفقًا لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام.
وتلقى حزب الله خلال الأيام الماضية، ضربات موجعة بعد تفجير آلاف من أجهزة اتصالاته، الأسبوع الماضي، في هجمات نسبها إلى إسرائيل، أدت إلى استشهاد 39 شخصًا وإصابة آلاف آخرين بجروح، كما أدت غارة إسرائيلية، الجمعة الماضي، على معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى اغتيال عدد من قادة قوته النخبوية.
وأعلن الحزب، اليوم الأربعاء، اغتيال القيادي العسكري إبراهيم قبيسي، في غارة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الثلاثاء، أسفرت عن استشهاد ستة أشخاص، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
مواصفات "قادر 1"
والصاروخ قادر 1 الذي أطلقه حزب الله على مقر الموساد في ضواحي تل أبيب، هو صاروخ بعيد المدى مداه 300 كلم، قادر على استهداف الأهداف البحرية بدقة عالية وقوة تدميرية يمكن إطلاقه من الشاطئ ومن البحر ومن السطح له قدرة عالية على الحركة إضافة إلى مرونته التشغيلية.
ويمكن اعتبار قادر 1 صاروخًا مُجنحًا خفيفًا نسبيًا يتحرك على ارتفاعات منخفضة وذو دقة عالية، يستخدم ضد الأهداف السطحية، والرأس الحربي لصاروخ قادر من النوع شديد الانفجار يمكنه اختراق دروع السفن ذات الصمامات المتأخرة، ويتمتع بقوة تدميرية عالية ضد الأهداف الساحلية والسفن الحربية.
ويستخدم قادر 1 نظام الطيار الآلي الرقمي "DAP" الذي يضبط مسار طيرانه نحو الهدف ويضمن إصابته، تعتمد منظومة توجيه صاروخ قادر على رادار داخلي نشط، قادر على التوجيه والتحكم المتفوق يمكن تركيبه على طائرات مثل مروحية ميل 17 ومقاتلة إف 4 فانتوم، ما يجعله أكثر دقة وأسرع في تدمير الأهداف.
مواصفات فنية:
الطول: 740 سم، القطر: 36 سم، السرعة: 0.9 ماخ، المدى: نحو 300 كم، وزن الغطاء: 200 كجم.
ارتفاع الطيران:
20 إلى 30 مترًا فوق مستوى سطح البحر، قادر على الطيران على ارتفاع 3 إلى 5 أمتار فوق الماء في المرحلة النهائية من الاقتراب من الهدف.
وتصنيف قادر 1 كصاروخ باليستي يشير إلى أنه يتميز بمدى أطول وقدرة على المناورة أكبر مقارنة بالصواريخ التقليدية.
ويعتبر صاروخ قادر 1 عنصرًا مهمًا في ترسانة حزب الله، إذ يوفر قدرة ردع أكبر ويجعله تهديدًا أكثر جدية لأعدائه، ومن شأن ظهوره في المنطقة تغيير قواعد اللعبة وجعل الصراعات أكثر تعقيدًا وخطورة.
ويمثل صاروخ قادر 1 تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، إذ يمكن استخدامه لضرب أهداف عميقة داخل الأراضي الإسرائيلية.
وكانت تقارير عبرية كشفت في وقت سابق، عن حالة الرعب التي تعيشها تل أبيب من ترسانة حزب الله الصاروخية، ومدى تهديدها لأمن الاحتلال الداخلي.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الترسانة الصاروخية الضخمة لحزب الله اللبناني والسهولة النسبية في تجديدها يجعلها تشكل تهديدًا كبيرًا لجبهة إسرائيل الداخلية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول رفيع في جيش الاحتلال، إنه "لا شك أن حزب الله تعرض لضربة قوية جدًا هو لا يفهم كيف يتم تدمير الآلاف من صواريخه الدقيقة، وكيف يصيب كل صاروخ نطلقه هدفه بدقة، سواء كان ذلك مخزن أسلحة أو منصات إطلاق أو صواريخ كروز حاول الحزب إخفاءها".
وتابع: "حتى لو دمرت 50% من قدرات الإطلاق لدى الحزب، لا يزال لديه أكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة جاهزة للإطلاق على الجبهة الداخلية في إسرائيل، هذا شيء لا ينبغي التهاون معه".
وتم تداول تقارير في إسرائيل زعمت أنه "تم القضاء على نصف قدرات حزب الله العسكرية"، أو "نصف صواريخ حزب الله"، الأمر الذي شكك به مسؤولون في المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول أمني رفيع سابق مطلع على ما يجري في قيادة المنطقة الشمالية في هذه الأيام، تصريحه بأنه "على عكس قطاع غزة وحركة حماس، يعمل حزب الله داخل دولة ذات سيادة، إذ توجد فيها مطارات وموانئ ومعابر حدودية مفتوحة مع سوريا، لذا، فإن تجديد مخزون الذخيرة لديه سهل نسبيًا".
وتابع: "من الصعب جدًا على حزب الله نقل قوافل شاحنات محملة بالصواريخ الدقيقة أو بعيدة المدى من سوريا أو العراق أو إيران، لكن لا شك أن الحزب يعرف كيف ينقل الأسلحة والذخائر، ويواصل التسلح، لذلك، فإن التقديرات هي أن القتال سيكون طويلًا وصعبًا على الجبهة الداخلية، إذا قرر الأمين العام للحزب حسن نصر الله، التصعيد إلى حرب شاملة ضد إسرائيل".