في عالم السياسة والمخابرات، تظل بعض الأحداث محفوفة بالغموض، وتفتح الأبواب أمام شتى التأويلات والتساؤلات، من بين هذه الأحداث، حادثة تحطم المروحية الإيرانية التي أودت بحياة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، ومجموعة من كبار المسؤولين.
ورغم أن التحقيقات الرسمية أشارت إلى أن الظروف الجوية سبب رئيسي في الحادث، إلا أن تقارير جديدة تشير إلى احتمال تورط أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في عمليات مُعقدة أدت إلى هذا الحادث المأساوي.
أجهزة حزب الله المخترقة
أفاد مسؤول إيراني بارز بأن جهاز الاتصال الذي كان بحوزة حزب الله قد يكون له دور في تحطم المروحية الإيرانية، التي أسفرت عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، مايو 2024.
وفي مقال على موقع "X"، قال الصحفي الإيراني المقيم في أوروبا محمد أهواز، إن أحمد بخشايش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، "إن حزب الله تعرض للاختراق وأكد أن رئيسي لديه أحد أجهزة الاستدعاء المخترقة".
وذكر "بخشايش"، "أن إيران تورطت في شراء هذه الأجهزة التي انفجرت في لبنان، الأسبوع الماضي، في هجمات نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل"، مشيرًا إلى احتمال تعرض حزب الله للاختراق وأن رئيسي كان يمتلك أحد هذه الأجهزة المخترقة.
تحطم المروحية
وفي 19 مايو 2024، تحطمت مروحية تابعة للقوات الجوية الإيرانية بالقرب من قرية أوزي، في أذربيجان الشرقية، ما أدى إلى مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، والحاكم العام لأذربيجان الشرقية مالك رحمتي، إضافة إلى ممثل المرشد الأعلى.
جاء الحادث قبل سلسلة من الهجمات التي شهدها لبنان، الأسبوع الماضي، إذ انفجرت أجهزة استدعاء تستخدمها عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف.
تحقيقات متباينة
رغم أن التحقيق الرسمي الإيراني خلص إلى أن سبب الحادث سوء الأحوال الجوية، إلا أن هناك تقارير أخرى تشير إلى احتمال تورط جهات استخباراتية في زرع المتفجرات داخل أجهزة النداء التي كانت بحوزة عناصر حزب الله.
وتشير القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن العملية تم تنفيذها بواسطة عميلة استخباراتية شابة تبلغ من العمر نحو 30 عامًا، وأن التفجيرات كانت تتم بشكل فردي ومستهدفًا كل جهاز نداء على حدة.
التدابير الأمنية المحيطة بالتفجيرات
وفقًا لتقرير القناة الـ12 الإسرائيلية، حرص منفذو الهجوم على تفجير أجهزة النداء بشكل يستهدف الأشخاص المحددين فقط، ما يشير إلى مستوى عالٍ من التخطيط والدقة.
ورغم تأكيدات إيران بأن الظروف الجوية هي السبب الرئيسي وراء حادثة تحطم المروحية، فإن هذه التقارير التي تشير إلى تورط أجهزة استخباراتية وأجهزة استدعاء مخترقة تضيف طبقة أخرى من الغموض إلى القضية.
ومن الممكن أن تفتح هذه التطورات الباب أمام إعادة النظر في التحقيقات الرسمية وطرح أسئلة جديدة حول ما إذا كان تحطم المروحية حادثًا عرضيًا أم جزءًا من عملية استخباراتية معقدة.