تبادلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، إطلاق النار الكثيف، اليوم الأحد، إذ نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية أعنف قصف منذ ما يقرب من عام من الحرب عبر جنوب لبنان، في حين أعلنت الجماعة اللبنانية مسؤوليتها عن هجمات صاروخية على أهداف عسكرية في شمال إسرائيل، بحسب وكالة "رويترز".
وقال جيش الاحتلال إنه ضرب نحو 290 هدفًا أمس السبت، بما في ذلك آلاف فوهات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، وأضاف أنه سيواصل ضرب أهداف للجماعة.
وأغلقت إسرائيل المدارس وفرضت قيودًا على التجمعات في العديد من المناطق الشمالية وهضبة الجولان التي تحتلها، في ساعة مبكرة من صباح اليوم.
ودوّت صفارات الإنذار طوال الليل بعد إطلاق العديد من الصواريخ والقذائف من لبنان والعراق، وقال جيش الاحتلال إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت معظمها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ عددًا من المباني أُصيب بشكل مباشر أو نتيجة سقوط حطام الصواريخ، وقالت خدمات الإسعاف إنها عالجت بعض المصابين بجروح طفيفة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة.
وقال حزب الله على قناته على تليجرام: "قامت المقاومة الإسلامية اليوم الأحد بإستهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية".
وتعد الهجمات الصاروخية على "رامات ديفيد" أعمق ضربات يعلن حزب الله المسؤولية عنها منذ بدء الأعمال القتالية.
جاءت الهجمات التصعيدية قبل مرور 48 ساعة على غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت الجمعة الماضي، استهدفت قادة في حزب الله، وأسفرت عن 45 ضحية على الأقل.
وقال حزب الله إن القياديين إبراهيم عقيل وأحمد وهبي من بين 16 من أعضائها سقطوا قتلى في الضربة التي تعد الأعنف خلال ما يقرب من عام من الصراع مع إسرائيل.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الضربة استهدفت اجتماعًا تحت الأرض ضم عقيل وقادة في قوة الرضوان، وهي وحدة لقوات النخبة في حزب الله، وأنها فككت بشكل تام تقريبًا تسلسل القيادة العسكرية للجماعة.
وقال مصدر أمني إن الهجوم دمر مبنى سكنيًا متعدد الطوابق في الضاحية الجنوبية المكتظة، وألحق أضرارًا بروضة أطفال مجاورة. وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن من بين الضحايا ثلاثة أطفال وسبع نساء.
ويمثل الهجوم الذي وقع يوم الجمعة تصعيدًا حادًا في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وضربة أخرى للجماعة بعد هجمات على مدى يومين الأسبوع الماضي بتفجير أجهزة اتصال لاسلكية تعرف باسم (بيجر) وأجهزة لاسلكية أخرى (ووكي توكي) يستخدمها أعضاؤها.
وارتفع إجمالي عدد الضحايا في تلك الهجمات إلى 45، بينما تجاوز عدد المصابين ثلاثة آلاف.
وقال حزب الله، اليوم الأحد، عبر قناته على تليجرام "إنه هاجم مجمعًا إسرائيليًا للصناعات العسكرية في شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا، في ردّ أولي على تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي".
وسرعان ما ردّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قائلًا إنه قصف أهدافًا لحزب الله في لبنان.