قال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان المصري، إنه تم رصد بعض حالات النزلات المعوية الحادة في محافظة أسوان (جنوب صعيد مصر) معظمها في منطقتين فقط.
وأضاف "عبدالغفار" خلال مؤتمر صحفي، على هامش تفقده عدة مصانع للصناعات الدوائية بمدينة السادس من أكتوبر، اليوم السبت، أن وزارة الصحة والسكان المصرية والأجهزة المعنية بقطاع الطب الوقائي، رصدت منذ 11 سبتمبر الجاري، تردد حالات على المستشفيات بمحافظة أسوان، وتحديدًا مستشفيات: الصداقة التخصصي، والمسلة، والجامعة، ودراو، وتبين أن معظم الحالات جاءت من منطقتين بأسوان، هما أبو الريش، وبعض القرى المحيطة بدراو، ومن خلال التعامل مع الحالات المُترددة، اتضح أن معظمها مصابة بنزلات معوية حادة، قد تنتج من تلوث في الطعام أو الشراب.
وأشار وزير الصحة المصري إلى أن إجمالي مَن تردد على المستشفيات من تلك الحالات، وتطلب الأمر حجزه بلغ 128 حالة، غادرت 22 حالة المستشفى بعد تحسن حالتها، وتخضع حاليًا بعض الحالات البسيطة للرعاية المركزة نتيجة استمرارهم لفترات طويلة قبل التوجه للمستشفى، لافتًا إلى أن هذا النوع من النزلات المعوية الحادة يقترن بفقد شديد للسوائل، وإسهال، وغثيان، وأن الغالبية يتعاملون مع تلك الأعراض دون اكتراث، داعيًا المواطنين للتوجه للمستشفى على الفور عند ملاحظة هذه الأعراض، حيث يكون العلاج بتعويض السوائل المفقودة عن طريق المحاليل، والمضادات الحيوية البسيطة جدًا، دون أن تستغرق فترة العلاج أكثر من يومين إلى 5 أيام.
وأكد "عبد الغفار" أنه منذ لحظة الإبلاغ عن هذه الحالات، تم تكليف فريق كامل من قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية، بقيادة نائب الوزير للطب الوقائي، الذين توجهوا إلى محافظة أسوان، وموجودين حاليًا مع فرق عمل متخصصة، كما تم التنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والشركة القابضة لمياه الشرب، وكذا مع محافظ أسوان، بهدف الاطمئنان على الأسباب التي أدت إلى بعض النزلات المعوية التي حدثت.
وأضاف، أنه تم العمل على ثلاثة محاور، حيث تضمن المحور الأول التأكد من سلامة مياه الشرب، وبالتالي تم أخذ عينات من عدد 103 محطات مياه في محافظة أسوان لفحصها، وتم الاطمئنان على جاهزية ومأمونية مياه الشرب من خلال هذه المحطات، أما المحور الثاني فتضمن توجه فرق العمل المتخصصة إلى المستشفيات للتأكد من استعدادها وقدرتها على استقبال الحالات، وكما سبق الإشارة إلى أن عدد الحالات مقارنة بإجمالي مليون و650 ألف مواطن هم سكان محافظة أسوان، يعدُ عدد حالات بسيطة تم رصدها وفي أماكن محددة.
وتابع وزير الصحة والسكان المصري، استكمالًا للمحور الثاني فقد تم العمل على رصد معدلات التردد على المستشفيات بدقة وبشكل لحظي، كما يتم إصدار تقرير يُعرض على رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي مرتين يوميًا.
وأشار إلى أن المحور الثالث يتضمن إجراءات للتأكد من أماكن تقديم الطعام والباعة الجائلين خاصةً في الأماكن التي تم رصد الحالات فيها.
وأضاف، أنه تم المرور بالفعل على مستشفيات "الجامعي والمسلة والصداقة ودراو المركزي"، حيث تمت مناظرة الحالات المحجوزة في المستشفيات، وتم الاطمئنان على تقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، وبالفعل تحسنت أحوال عدد كبير من الحالات وخرجت من المستشفيات.
وتابع وزير الصحة المصري، أنه تم المرور على المنازل في القري التي تم رصد حالات فيها، بنحو 163 منزلًا، وتم إجراء مقابلات مع الأهالي للوقوف على الأسباب المؤدية للإصابة، كما تم تنفيذ إجراءات توعية للمواطنين، لأن التعامل مع هذه الحالات يعد أمرًا سهلًا يعتمد على النظافة الشخصية وتجنب أي مأكولات قد تكون ملوثة أو مياه غير معلومة المصدر.
وأضاف "عبد الغفار" أنه يتم أيضًا التأكد من الشبكات المغذية للقرى، وكذلك الشبكات المغذية للمناطق والمنازل التي تم رصد الحالات فيها، مؤكدًا: "بما أننا تمكنا من الاطمئنان من المصدر، يمكننا أن نطمئن أيضًا على الشبكات الداخلية عن طريق أخذ عينات، وإرسالها إلى المعامل المركزية في وزارة الصحة والسكان".
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري أن الموضوع يتم تداوله في إطار من المبالغة الكبيرة وصور لا علاقة لها بالواقع، لافتًا إلى أن ما يحدث يعد نوعًا من الشائعات المغرضة.
وقال وزير الصحة المصري، إن خلال أيام قليلة بدأت الحالات تتماثل إلى الشفاء، كما أن الحالات الجديدة تعد قليلة جدًا، وفي خلال الأيام القليلة القادمة، سوف تنتهي تلك القضية بالكامل.
واختتم نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية المصري حديثه قائلًا: "أردت أن أشارككم بالمعلومات، وبعد ظهور النتائج الخاصة بالشبكات الداخلية للبيوت والقرى التي تم رصد إصابات بها، وستصدر وزارة الصحة تقريرها النهائي بشأن النزلات المعوية الحادة في محافظة أسوان جنوب صعيد مصر خلال 48 ساعة".