"التقدم في مهنة صعبة يتطلب إيمانًا راسخًا بنفسك".. ربما تفسر هذه المقولة الشهيرة للنجمة صوفيا لورين سر تألقها في مسيرتها الفنية، حتى أصبحت واحدة من أبرز نجمات القرن العشرين ورمزا ثقافيا إيطاليا ساهم كثيرًا في رسم وتحديد ملامح السينما العالمية، ويصاحب ذلك تقدير الملايين في جميع أنحاء العالم لإنجازها الفني.
تؤمن النجمة التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الـ90 بأن امتلاك الموهبة ليس شرطًا للوصول إلى مكانة عالية أو تحقيق الذات، بل يجب أن يرافقها دافع داخلي عظيم، كما وصفته في أحد حواراتها الصحفية، مشيرة إلى أن ذلك ساعدها كثيرًا في أن تصل إلى مكانة مميزة في تاريخ السينما العالمية.
المكانة غير العادية التي تحتفظ بها النجمة الإيطالية في قلوب جمهورها وأيضًا احترام وسائل الإعلام والنقاد، تتضح في عنوان صحيفة Corriere della Sera الإيطالية اليومية في تقرير للاحتفال بعيد ميلادها "صوفيا لورين، الأسطورة عمرها 90 عامًا".
مشوار "الديفا"
طريق وصول الممثلة التي وُلِدت باسم صوفيا سكيلوني إلى ألقاب مثل "الأسطورة" و"الديفا" لم يكن ممهدًا، بل عانت منذ طفولتها من الفقر وغياب الأب، إذ نشأت في أحياء بوتسولي الفقيرة خلال الحرب العالمية الثانية دون أي دعم من والدها، وعانت من حزن شديد في طفولتها.
اتخذت حياة لورين منعطفًا غير متوقع للأفضل مع بلوغها 14 عامًا، إذ شاركت في إحدى مسابقات ملكات الجمال، وحصلت على مكان بين المتأهلات للنهائيات، حتى لفتت انتباه منتج الأفلام كارلو بونتي، الذي يكبرها بنحو 22 عامًا -تزوجته لاحقًا- وشاركت في عدة أفلام بأدوار ثانوية بدءًا من "Le sei mogli di Barbablù.. زوجات بلوبيرد الست" قبل أن تشق طريقها إلى الأدوار المساعدة.
الطريق إلى هوليوود
بعد تألقها في إيطاليا، لفتت أنظار استوديوهات هوليوود لتبدأ مسيرتها الناجحة في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ جسدت دور البطولة في فيلم Boy on a Dolphin عام 1957، ثم Legend of the Lost، لثبت نفسها كممثلة حقيقية.
ومع تتابع أفلامها حظيت بإشادة من مهرجانات سينمائية عدة، وحصلت على جائزة الأوسكار أفضل ممثلة عام 1962 عن فيلم Two Women"امرأتان"، لتقف بعد نحو 30 عامًا في نفس الحدث الفني لتحصل على تكريم خاص من الأوسكار، ذكرت وقتها أنه يأتي تتويجًا لمهنة غنية بالعروض التي لا تنسى والتي أضافت بريقًا دائمًا إلى الفن.
شاركت صوفيا لورين العديد من النجوم في أفلام سينمائية عدة، منهم فرانك سيناترا، وكاري جرانت، وتشارلي شابلن، وجون وأين، وأنتوني كوين، وكلارك جابل، ومارلون براندو، وبيتر سيلرز، وأيضًا النجم المصري الراحل عمر الشريف الذي عملت معه في فيلم The Fall of the Roman Empire "سقوط الإمبراطورية الرومانية".
الخيال الأنثوي
النجمة التي يرافق دائمًا الحديث عن مسيرتها الفنية التغزل في جمالها اللافت وتعد فتاة أحلام الكثير من جيلها، وصفتها صحيفة la Repubblica "الجمهورية" الإيطالية بأنها مع الفرنسية بريجيت باردو "أعادا تعريف الخيال الأنثوي في القرن العشرين"، وقالت في تقرير عنها أنها ما زالت رائعة في الـ90 من عمرها.
ومع تساؤلات تحاصرها دائمًا حول وصفات محددة للاحتفاظ بالجمال، تؤمن صوفيا لورين بشيء آخر يفسر جمالها، إذ قالت في لقاء صحفي قديم "الجمال هو ما تشعر به في داخلك، وينعكس ذلك في عينيك.. إنه ليس شيئًا ماديًا"، مشيرة إلى أنها تهزم الشيخوخة بالاعتماد على ما وصفته بـ"ينبوع الشباب"، الذي يأتي من عقلها وموهبتها، والإبداع الذي تجلبه إلى حياتها وحياة الأشخاص الذين تحبهم.