بين ما وصفته إسرائيل بأنه "ضربة دقيقة" اغتالت القيادي بحزب الله اللبناني إبراهيم عقيل، و"نحو 140 صاروخًا أُطلقت من لبنان في غضون ساعة"، كما ذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية؛ يبدو أنه لا مجال لتحقيق آمال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الذي لا يزال يعتقد أن التسوية الدبلوماسية هي أفضل طريقة لحل التصعيد بين الطرفين.
ويعد اغتيال قائد قوة الرضوان (وحدات النخبة في حزب الله) اليوم الجمعة، جراء غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، هو ثالث الخطوات الإسرائيلية المتسارعة لشنّ حرب على الحزب اللبناني، بعد يومين متتاليين من انفجارات الأجهزة اللاسلكية التي يحملها عناصره، والتي أدت بدورها لعشرات القتلى ومئات المصابين.
وتشهد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله تصعيدًا كبيرًا بعد سلسلة غارات وتبادل إطلاق صواريخ. وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد عشرات الصواريخ التي أُطلقت من لبنان، في وقت أعلن حزب الله استهداف مقرات قيادة عسكرية وثكنات عدة في شمال إسرائيل والجولان المحتل.
وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال -ليل أمس الخميس- شنّ غارات على نحو 100 منصة في جنوب لبنان، زعم أنها كانت جاهزة لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
وتبنى حزب الله اللبناني -في بيانات متلاحقة- استهداف سبعة مقار قيادة وثكنات عسكرية في شمال إسرائيل والجولان السوري المحتل، بـ"صليات من صواريخ الكاتيوشا"، وقال إن ذلك جاء "ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة".
هجوم استباقي
رغم أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمعلومات عن إبراهيم عقيل في أبريل 2023؛ لكن المتحدث باسم البيت الأبيض نفى اليوم، في إيجاز صحفي، علم واشنطن بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت اغتياله.
وفي وقت سابق، قال مصدران أمنيان إن الضربة الإسرائيلية أصابت منطقة قرب منشآت رئيسية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدفت قياديًا بارزًا في حزب الله، ثم ذكر راديو الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني أن المستهدف في الضربة على بيروت هو إبراهيم عقيل، قائد العمليات في جماعة حزب الله.
كما أكدت مصادر أمنية لـ "رويترز" أن عددًا من أعضاء قوة الرضوان كانوا إلى جانب عقيل أثناء الهجوم على الضاحية الجنوبية؛ والذي أسفر عن 9 ضحايا و59 جريحا، كما ذكرت وزارة الصحة اللبنانية.
مع هذا، يرى كيربي، كما قال للصحفيين أيضًا اليوم الجمعة، أنه "لا يزال هناك وقت ومكان للتوصل إلى حل دبلوماسي.. هذه هي أفضل طريقة، الحرب ليست حتمية، وسنحاول بذل كل ما في وسعنا لمنعها".
وفي مقابل رغبة الأمريكيين، الذين أفسحوا المجال لجيش الاحتلال الإسرائيلي لكي "يتحدث عن عملياته"، أظهر استطلاع جديد نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب شنّ هجوم استباقي على حزب الله اللبناني، على الرغم من المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب شاملة.