تُرشح الدول العربية كل عام فيلمًا يمثلها في جائزة الأوسكار، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي، علّها تحقق إنجازًا بالوصول إلى القائمة القصيرة لأفضل فيلم روائي أجنبي، ومن المعروف أن القائمة المختصرة للأفلام أولية أو مبدئية تعلنها الأكاديمية قبل أسابيع قليلة من إعلان القوائم القصيرة، لكن ينصدم الجميع بالواقع ونادرًا ما نجد فيلمًا يصل تلك القائمة أو يحقق الهدف المنشود.
"نعم فعلناها.. وصلنا للقائمة المختصرة للأوسكار 2021"، كانت تلك الرسالة الحماسية بريق أمل من المخرجة التونسية كوثر بن هنية، لصنّاع السينما، بأننا لدينا أفلامًا تستحق، وقادرون على المنافسة، بعد تحقيق فيلمها "الرجل الذي باع ظهره"، لإنجاز وصول القائمة القصيرة عام 2021، لكن ماذا بعد الترشيحات الكثيرة التي تقدمها الدول العربية، لماذا لا يكون لدينا أفلام أكثر في تلك القائمة، لما لا نسمع عن فيلم عربي حصل على الجائزة الشهيرة، لماذا تتوقف الرحلة عند مجرد الترشيح، ماذا ينقص الأفلام العربية لتخترق هذا الحاجز وتنافس.
ترشيحات الدول
هذه الأسئلة حضرت مرة أخرى هذا العام، بعدما أعلنت عدد من الدول العربية ترشيحاتها وفتح باب المشاركة من أجل التواجد ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار، فمصر رشحت فيلم "رحلة 404"، للفنانة منى زكي لتمثيلها، ليصل بذلك عدد الأفلام المرشحة من مصر، 37 فيلمًا منذ انطلاق جائزة الأوسكار عام 1947.
وأعلن المخرج الكردي سهيم عمر خليفة، اختيار فيلمه "ميسي بغداد" للمنافسة باسم العراق على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي، وكتب عبر حسابه على فيسبوك: "سعدت للغاية بهذه الأنباء، من الرائع اختيار أحد أفلامي لقائمة ترشيحات الأوسكار للمرة الثالثة.. أشكر دائرة السينما والمسرح العراقية ولجنة الاختيار".
وأعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية ترشيح مجموعة أفلام "المسافة صفر" لتمثيل فلسطين رسميًا عن فئة الفيلم الدولي الطويل، وقال عماد حمدان، وزير الثقافة الفلسطينية: "إن ترشيح "المسافة صفر" يؤكد أهمية ودور السينما الفلسطينية حتى في أشد الظروف ظلمة، إذ استطاع صنّاع هذا العمل رواية قصصهم وتوثيق تجاربهم الإنسانية، في ظل أقصى الظروف اللاإنسانية، عبر أهم المحافل الدولية والعربية".
وفتحت بعض الدول الترشيحات خلال تلك الفترة وتعلن النتائج تباعًا، لكن ما يهم، هل يشهد هذا العام تحقيق الإنجاز المشهود، هل التطور لدى صنّاع الأفلام ومواكبتها للعالم يجعل العرب متواجدين كل عام في القائمة القصيرة والمنافسة، خصوصًا أن هناك دولًا محدودة وصلت ترشيحاتها القائمة القصيرة، منها الجزائر التي وصل لها 5 أفلام من بين 22 رشحوا، أما فلسطين ولبنان فوصل لهما فيلمان، وتونس والأردن وموريتانيا وصل لهما فيلم واحد.
جائزة صعبة
"المنافسة صعبة".. هكذا أجاب الناقد المصري عصام زكريا، على أسباب عدم وصول الأفلام المرشحة من الدول العربية، القائمة القصيرة، قائلًا: "فئة أفضل فيلم أجنبي من أصعب الجوائز في الأوسكار، خصوصًا أنه يترشح لها العديد من أفلام السينما العالمية وأعمال ذات جودة عالية، بجانب منافسة أفلام أمريكا اللاتينية والمكسيك، فالأمر ليس سهلًا نهائيًا، وعلينا أن نفتح الباب لوجود فن عالمي لا يعترف بالحدود".
وأضاف: "تحقق الأفلام التجارية نجاحًا في دور العرض، لكن من الوارد ألا تحمل بُعدًا فنيًا ومتعة جمالية، لذلك هناك أفلام حققت نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، منها أفاتار وسبايدر مان وغيرهما، لكن في النهاية نصيبها محدودًا من الترشح لجوائز الأوسكار، والسبب أنها لا تحتوي على القيمة الفنية التي تحتاجها هذه الجائزة.
الاستمرار مطلوب
يؤكد الناقد المصري طارق الشناوي، أنه من المهم القدرة على الاستمرار والمواصلة حتى نحقق الإنجاز ولم يحدث منذ فترة، خصوصًا أن الأمر صعب، ولا بد أن ندعم الأفلام والصنّاع من أجل تقديم أعمال ذات كفاءة عالية من أجل المنافسة والتواجد والعبور من حاجز الترشيحات.
وأضاف "أن الجائزة المرشحون عليها ليست سهلة، ويتواجد بها عدد كبير للأفلام من مختلف دول العالم، لكن أتمنى أن نحقق اختلافًا ونصل حتى للقائمة الطويلة".