في تطور مفاجئ على صعيد المواجهات الإسرائيلية مع حزب الله اللبناني، أُصيب المئات من عناصر حزب الله اللبناني بعد اختراق إسرائيل عشرات الأجهزة اللاسلكية التابعة لـ"حزب الله" في بيروت وجبل لبنان بالجنوب، ويستخدم حزب الله منذ سنوات شبكة اتصالات أرضية خاصة به يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وشهدت مناطق لبنانية عدة، خصوصًا الضاحية الجنوبية لبيروت، سلسلة من الحوادث المفاجئة، اليوم الثلاثاء، حين انفجرت بشكل متزامن أجهزة اتصالات لاسلكية محمولة يستخدمها عناصر من حزب الله، ما أدى إلى وقوع إصابات عدة.
اختراق سيبراني متوقع
وفي السياق ذاته، قال أحمد سنجاب، مراسل "القاهرة الإخبارية" من جنوب لبنان، إنّ عشرات العناصر من حزب الله أصيبوا بجروح بعضها خطير، جرّاء تفجير تلك الأجهزة بشكل مباغت، وسط توقعات بأن يزيد عدد المصابين من عناصر الحزب.
وأضاف "سنجاب" أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استطاع من خلال تقنية جديدة تفجير الهواتف، التي يحملها عناصر حزب الله اللبناني بالعاصمة بيروت.
وأكد أنّ الصليب الأحمر اللبناني دفع بأكثر من 30 سيارة إسعاف، لإخلاء الجرحى في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لـ"بيروت".
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك هجوم سيبراني إسرائيلي على عناصر حزب الله، الفترة المقبلة.
1000 مصاب
وأشار مسؤول من حزب الله لـ"رويترز" إلى أنّ تفجير أجهزة الاتصال يشكل "أكبر اختراق أمني حتى الآن"، كما يوجد هناك أكثر من 1000 جريح في لبنان جرّاء تفجيرات "بيجرز".
بالتزامن، كشف مصدر أمني أنّ مئات الإصابات سجلت في منطقة النبطية وحدها "جنوب البلاد"، جرّاء انفجار أجهزة اتصال ونداء يحملها عناصر الحزب، وسط دعوات إلى نقل المصابين الجدد نحو مدينة صيدا.
وطالبت وزارة الصحة اللبنانية جميع المواطنين الذين يمتلكون أجهزة اتصالات لاسلكية الابتعاد عنها، مرجعة السبب إلى "توافد أعداد كبيرة من المصابين بجروح مختلفة على المستشفيات نتيجة تفجير أجهزة بحوزتهم"، حسبما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
ووجهت الوزارة باستنفار جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية إلى أقصى درجة، ولا سيما المتاخمة لأماكن حصول الإصابات.
الأجهزة قابلة للتفجير
الخبير اللبناني في التطوير التكنولوجي هشام الناطور، قال إنّ الهواتف الخاصة التي يجرى استخدامها على الصعيد الأمني والموجود بين عناصر حزب الله مصممة بأن تكون قابلة للتفجير في حال وقعها بأي خطأ وهذه التقنيات متطورة وغير منتشرة ويجرى تصنيعها بشكل محدود.
وأوضح "الناطور" في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنّ هذه الأجهزة تستخدم كوسيلة دفاعية لحماية المعلومات الحساسة والاتصالات السرية.
وأكد أنّ أجهزة "بيجر" المملوكة لعناصر حزب الله تتضمن آلية التفجير الذاتي حال سقوطها بأيدي الأعداء.
وأشار إلى أنّ الهواتف التي تعرضت للانفجار عقب محاولة اختراقها من قبل إسرائيل تحتوي على بطاريات الليثيوم وجهاز تفجير صغير، وفور محاولة اختراق إسرائيل انفجرت في الحال.
وتوقع الخبير التكنولوجي أن العامل البشري أحد أسباب الاختراق الذي جرى بين صفوف حزب الله، إذ إنه تم تسريب معلومات عن الأجهزة لصالحه.