شيّعت تركيا، اليوم السبت، جثمان الناشطة الأمريكية التركية، عائشة نور إيجي، بعد ثمانية أيام من مقتلها برصاصة في الرأس على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة خلال مشاركتها في مظاهرة سلمية لمناهضة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة، الجمعة 6 سبتمبر.
واستُقبل الجثمان بمراسم رسمية حضرها والي إسطنبول داود جول، وعدد من المسؤولين المحليين، ثم نُقل الجثمان إلى مطار عدنان مندريس بأزمير، حيث أُقيمت مراسم استقبال أخرى بحضور الوالي سليمان إلبان، إلى جانب عدد من المسؤولين والشخصيات العامة.
ونُقل جثمان عائشة نور إلى هيئة الطب الشرعي في أزمير، حيث استغرق التشريح نحو 4 ساعات، ثم إلى مدينة آيدن تمهيدًا للتشييع بعد صلاة الجنازة اليوم في المسجد المركزي للمدينة، وأرادت العائلة دفنها في "ديدم" حيث يعيش جدها ودُفنت جدتها.
ووفقًا لصحيفة "حرييت" التركية، حضر مراسم الجنازة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس البرلمان نعمان كورتولموش، ونائب الرئيس جودت يلماز، ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزجور أوزيل، ووزير الداخلية علي يرليكايا، ووزير العدل يلماز تونج ووزراء آخرون.
وفي كلمة له بعد صلاة الجنازة، قال رئيس البرلمان التركي كورتولموش: "ابنتنا عائشة نور هي الآن ابنة أمتنا بأكملها.. تدخلت تركيا في الوضع منذ اللحظة الأولى، وكانت تتابع عن كثب الإجراءات التي تتم هناك وهنا أيضًا.،وأجرى معهد الطب الشرعي التابع لنا عملية التشريح وفقًا للمعايير الدولية".
وذكر: "لتتأكد أمتنا أن دماء عائشة نور لن تنزف هدرًا.. يقولون إنها ماتت برصاصة ارتدت من الأرض، ومع ذلك، فإن تقرير تشريح الجثة أثبت أنها استشهدت بنيران أطلقت من مسافة قريبة"، مضيفًا: "ستكون هناك محاسبة على تلك الجريمة، وسيحاسب المسؤولون عنها أمام القانون الدولي".
وصرّح: "أود أن أؤكد شيئًا آخر، وهو أننا نشاهد أعظم الفظائع التي شهدها العالم منذ الثامن من أكتوبر.. إن العالم غير قادر على إحصاء عدد الشهداء في غزة، وعائشة نور استشهدت أثناء محاولتها لفت الانتباه إلى الاحتلال غير القانوني في الضفة الغربية المحتلة، وهذا ليس خطأ بضعة جنود، بل خطأ دولة إسرائيل".
ووصل جثمان الناشطة التركية الأمريكية عائشة نور إيجي، إلى مطار إسطنبول، أمس الجمعة، وسط مراسم مهيبة، واصطف حاكم إسطنبول ومسؤولون آخرون أمام النعش الملفوف بالعلم التركي، بينما وقف أفراد من الشرطة بالزي الرسمي حول النعش.
وتم نقل جثمان "إيجي" من مستشفى ديديم الحكومي إلى منزل والدها في أيدن، وتجمع المواطنون أمام المنزل ورددوا هتافات "تسقط إسرائيل".
وجرى تشريح جثة عائشة نور، التي تم إحضارها إلى إزمير أمس، في معهد الطب الشرعي بإزمير، وتبين من النتائج الأولية لتشريح الجثة، وجود إصابة في الرأس نتيجة دخول رصاصة إلى الجزء السفلي من أذن إيجي من سلاح ناري.
وتقرر أن عائشة نور التي تم تحديد سبب وفاتها على أنه كسر في الجمجمة ونزيف في المخ وتلف في الأنسجة، أصيبت برصاصة من سلاح ناري، ظلت داخل رأسها، وتم أخذ عينات من الأجسام المعدنية ذات الحجم المليمتري التي تم اكتشافها في الرأس أثناء الاكتشافات الأولية للفحص.