تتوالى استقالات القادة من جيش الاحتلال، على خلفية الفشل في التصدي للهجوم الذي نفذته الفصائل على المستوطنات في غلاف غزة 7 أكتوبر الماضي.
أحدث استقالة تقدم بها يوسي شاريئيل، قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية (8200) من منصبه، بسبب الفشل في التصدي لهجوم 7 أكتوبر الماضي.
وشاريئيل هو ثاني مسؤول كبير في شعبة المخابرات الإسرائيلية يستقيل من منصبه، وذلك بعد استقالة رئيس" أمان" أهارون هاليفا، في أبريل الماضي، على خلفية فشله في كشف عملية "طوفان الأقصى".
وقال هاليفا في نص الاستقالة آنذاك، الذي قدمها لرئيس الأركان هرتسي هاليفي: "إن شعبة الاستخبارات لم تقم بالمهمة التي اؤتمنت عليها"، داعيًا إلى "تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الأحداث التي قادت إسرائيل إلى ما جرى يوم السابع من أكتوبر ".
وتتبع شعبة الاستخبارات هيئة الأركان في جيش الاحتلال، وتعدّ أكبر الأجهزة الاستخبارية، وتسند للهيئة مسؤولية تزويد الحكومة بالتقييمات الاستراتيجية التي على أساسها تُصاغ السياسات العامة، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا الصراع.
وتزامنًا مع استقالة شاريئيل، أفادت القناة الـ"14" الإسرائيلية باعتزام هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، تقديم استقالته من منصبه، مشيرة إلى أنه ينوي التنحي من منصبه في نهاية العام الجاري.
وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في أغسطس الماضي، أن نحو 58% من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال فقدوا ثقتهم في "هاليفي"، بينما طالبه كثيرون بالاستقالة فورًا، وأبدوا انخفاض ثقتهم أيضًا في إدارة القيادة العليا لجيش الاحتلال للحرب بشكل عام.
ومع استمرار الحرب على غزة منذ نحو عام، يتزايد "شعور الاستياء" لدى الكثير من الإسرائيليين الذين تم استدعاؤهم إلى قوات الاحتياط، خاصة مع طول فترة خدمتهم، وفق تقرير لوكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وتقدم العديد من المسؤولين في الجيش والأجهزة الأمنية بإسرائيل استقالتهم بسبب فشلهم في التصدي لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، شهدت المنظومة العسكرية للاحتلال استقالة عدد من قادتها، إذ استقال تامير يادعي قائد القوات البرية، قبل أيام من منصبه، بسبب ما وصفها بأسباب شخصية.
واعتبر محللون عسكريون إسرائيليون استقالة يادعي بأنها "هزة أرضية" في قيادة هيئة الأركان و"صداع بالرأس" لرئيسها هرتسي هاليفي، وعكست الخلافات داخل المؤسسة العسكرية كل ما يتعلق بالإخفاق في منع هجوم "طوفان الأقصى" وتحقيق أهداف الحرب على غزة.
ورغم ما قيل إن الاستقالة كانت "لأسباب شخصية"، فإن تقديرات المحللين العسكريين تستبعد ذلك، بل تجمع على أنها تأتي في سياق استقالات كبار الضباط بجيش الاحتلال، والصراع على التعيينات في مناصب قيادية برئاسة هيئة الأركان.
وفي يونيو الماضي، أعلن قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال، العميد آفي روزنفيلد، عن استقالته من منصبه، وذلك في أعقاب فشله في أداء "مهمة حياته" المتمثلة بحماية المستوطنات الإسرائيلية المحيطة في قطاع غزة خلال هجوم الفصائل على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نشرت تقريرًا في يونيو الماضي، أفاد بأن عشرات جنود الاحتياط في جيش الاحتلال يعلنون أنهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في قطاع غزة حتى لو تعرضوا للعقاب.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، نشر جيش الاحتلال إحصائية بخسائره البشرية في غزة، وقال إن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب على القطاع في 7 أكتوبر وصل إلى 4422.
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن 2268 جنديًا أصيبوا بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 من الشهر نفسه.
وبشأن حصيلة القتلى، تظهر المعطيات أن 706 جنود وضباط في جيش الاحتلال قتلوا منذ بداية الحرب على غزة، بينهم 340 بالمعارك البرية.