أجرت إيران مناورات بحرية وجوية وبرية مشتركة، بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي. بدأت المناورات التي تحمل اسم (ذو الفقار 1401) في الجانب الشرقي من المضيق في خليج عمان. وقال الأدميرال الإيراني "حبيب الله سياري" إن المناورات التي تشارك فيها غواصات ومسيرات، تشمل التدريب على عمليات جمع المعلومات عن القوات المهاجمة وكذلك عمليات استطلاع.
الغرب ينتقد الإجراءات الإيرانية ضد الاحتجاجات على مقتل أمينى
وتأتى تلك المناورات في وقت تتزايد فيه الانتقادات الغربية لإيران، على خلفية الإجراءات التي طبقتها السلطات الإيرانية في مواجهة الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد، بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أمينى، عقب احتجازها من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية في شهر سبتمبر الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن طهران، التي تعارض وجود القوات البحرية الأمريكية والغربية في المنطقة، تجرى مناورات حربية سنوية في مضيق هرمز الذي يمر من خلاله نحو 40 بالمئة من إجمالي النفط الخام المنقول بحرا.
ونقلت قناة "برس تي. في" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية، عن الأدميرال سياري القول إنه يتعين على القوات الأجنبية مغادرة المنطقة "حتى تتمكن دول المنطقة من إرساء الاستقرار والسلام في محيطها"- وفق تعبيره.
تهديدات إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لمواقع إيران النووية
وتأتى تلك المناورات بمثابة ردع لإسرائيل التي طالما هددت بتوجيه ضربة عسكرية لمواقع إيران النووية. وأحدث تلك التهديدات جاءت على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي المنتهية ولايته بينى جانتس، بأن بلاده طورت قدرتها على ضرب منشآت نووية إيرانية بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة.
كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو في خطابه، أمس الخميس، أمام الكنيست أن أولى المسؤوليات الرئيسية الثلاث لحكومته ستكون إحباط جهود إيران للحصول على أسلحة نووية.
الرئيس الأمريكي يعلن موت الاتفاق النووي
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال على هامش تجمع انتخابي شهر نوفمبر الماضي، إن الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران "قد مات"، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة "لن تعلن رسميا عن وفاة الصفقة".
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكى، فإن ذلك التصريح تأكيد قوى حتى الآن على أن إدارة بايدن تعتقد أنه لا يوجد طريق للمضي قدما في الصفقة الإيرانية، مما يترك أسئلة رئيسية حول مستقبل برنامج طهران النووي.
وكلما توترت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، تعلن طهران أن مضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث إمدادات العالم لن يكون آمنا إذا تعرضت لهجوم وأنها قادرة على إغلاقه متى شاءت.
أهمية مضيق هرمز
ويقع مضيق هرمز في جنوب الخليج، ويفصله عن مياه خليج عمان وبحر العرب. ويحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان. ويوجد في مدخل المضيق عدة جزر أخرى هي جزر قشم ولاراك الإيرانية، وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى الإماراتية التي تحتلها طهران.
ويبلغ عرض المضيق 50 كيلومترا، وعمق المياه فيه 60 مترا، ويمر عبره حوالي 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط. ويستوعب المضيق من 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميا. وتصدر السعودية 88 بالمئة من إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، والعراق 98 بالمئة، والإمارات 99 بالمئة، وكل نفط إيران والكويت وقطر. ويتدفق من المضيق نحو ثلثي إمدادات العالم من النفط، وتقريبا 90% من حاجة اليابان و70% من حاجة السوق الأوروبية المشتركة، و50% من استهلاك أمريكا.