الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في وداع بيليه.. الأسطورة صانع التاريخ وملهم النجوم

  • مشاركة :
post-title
بيليه

القاهرة الإخبارية - محمد مصطفى

توفي أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه، الفائز بلقب كأس العالم ثلاث مرات، عن عمر ناهز 82 عاما، اليوم الخميس، بعد صراع مع مرض السرطان

وأُدخل بيليه (82 عاما) إلى المستشفى في ساو باولو في نهاية نوفمبر، وهو يعاني سرطان في القولون شُخص في سبتمبر 2021، والأربعاء تحدث أطباؤه عن "تطور المرض وفشل في الكليتين والقلب".

ولد إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو "بيليه" في 23 أكتوبر 1940 في تريس كاراكوس ميناس جرايس، في البرازيل لأب يلعب في نادي فلومينينسي دوندينو، ووالدته سيليست أرانتيس، وقد سمي تيمنًا بمخترع المصباح الكهربي "إديسون".

بيليه "المعجزة"

حصل على لقب "بيليه" خلال دراسته حيث قيل إنه حصل على الاسم بسبب نطقه لاسم لاعبه المفضل حارس مرمى فاسكو دا جاما بيليه، كما يشار أيضًا إلى أن سبب التسمية لأنه يعني بالعبرية "المعجزة".

نشأ بيليه في مكان فقير في باورو بولاية ساو باولو، حصلا على أموال إضافية من خلال العمل في المقاهي كخادم، وقد تعلم كرة القدم من والده، ولم يكن قادرًا على تحمل نفقات كرة القدم، بدأ الأسطورة البرازيلية لعب الكرة مستخدمًا جورب محشو بورق الجرائد ومربوط بخيط، وبعدما لعب الكرة كهاوٍ انضم لنادي باورو الرياضي للناشئين "بتدريب فالديمار دي بريتو" وقاد فريقه للفوز ببطولتين في عمر الشباب بولاية ساو باولو، أما عن مهارته فقد اكتسبها من لعبه كرة القدم للصالات.

كرة الصالات

كرة القدم للصالات سمحت لبيليه أن يلعب ويداعب الكرة مثلما يحب كما سمحت له أن يخوض مباريات أمام لاعبين أكبر منه في العمر، فقال بيليه عن كرة الصالات: "لقد منحني ذلك الكثير من الثقة، عرفت حينها ألا أخاف مما قد يأتي".

سانتوس

في عام 1956 انضم بيليه إلى نادي سانتوس، وحينما شاهده المسؤولون عن النادي قالوا إنه سيكون أعظم لاعب كرة قدم في العالم، وكان فقط في عمر الـ 15، وظهر للمرة الأولى من الفريق الأول في 7 سبتمبر 1956 وكانت أمام كورينثيانز دي سانتو أندريه وسجل هدفه الأولى.

ومع بداية الموسم التالي ثبت بيليه أقدامه في الفريق وبات لاعبا أساسيًا وهو فقط 16 عامًا، وفي هذا الموسم بات هدافًا للدوري، وقد تم استدعاؤه للعب في المنتخب الأول بعد 10 أشهر فقط من اللعب كمحترف، وتوّج مع "السيليساو" بكأس العالم مرتين 1958 و1962 في ذلك الوقت حاولت الأندية الثرية التعاقد معه أبرزهم يوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي، لكن فضل البقاء في سانتوس.

كنز وطني

بسبب إسهاماته غير المحدودة، أعلنت الحكومة البرازيلية في عهد الرئيس جانيو كوادروس أن بيليه "كنز وطني رسمي" وذلك لمنعه من الانتقال خارج البلاد.

لقبه الأول الذي فاز به مع سانتوس كان في عام 1958 حيث فاز الفريق ببطولة باوليستا، وكان الهداف برصيد 58 هدفا، وتكرر هذا الأمر في المواسم لتالية، وفي عام 1960 ساهم في التتويج ببطولة ليبرتادوريس وسجل فيها 9 أهداف.

في موسم 1962 كرر الأمر، وفي نفس العام فاز بكأس الإنتر كونتيننتال وهي بطولة كانت المسمى القديم لكأس العالم للأندية تجمع بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية وضد بنفيكا ارتدى القميص رقم 10، وقد بيليه أفضل مستوياته وسجل "هاتريك" في لشبونة وفاز سانتوس حينها بنتيجة 5-2، وفي العام التالي كرر الأمر وتوج بها هذه المرة على حساب ميلان.

أوقف الحرب

في عام 1969 وافق الفصيلان المتناحران في حرب أهلية بنيجيريا على وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة ليتمكنوا من مشاهدة بيليه أثناء مشاركته في مباراة استعراضية في لاجوس، والتي جمعت بين ناديه سانتوس أمام ستاتيري ستورز إف سي من لاجوس.

وسجل بيليه أهداف فريقه في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2، واستكملت الحرب الأهلية مرة أخرى عقب المباراة، بيليه سجل مع سانتوس 643 هدفًا وكان الهداف التاريخي لناد واحد حتى استطاع ليونيل ميسي تخطيه مؤخرًا مع برشلونة.

نشر كرة القدم في أمريكا

وفي عام 1974 اعتزل بيليه كرة القدم البرازيلية وقرر الرحيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وانضم لفريق نيويورك كوسموس في دوري أمريكا الشمالية لكرة القدم، وعلى الرغم من أن بيليه قد تقدم في العمر بشكل كبير إلا أنه قد ساهم في زيادة الاهتمام بالرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.

وفي عام 1975 قبل أسبوع من الحرب الأهلية اللبنانية لعب بيليه مباراة ودية مع نادي النجمة اللبناني ضد فريق نجوم الدوري اللبناني، وسجل هدفين، وكان أمام 40 ألف متفرج، وفي 1 أكتوبر 1977، أنهى بيليه مسيرته المهنية في مباراة استعراضية بين كوزموس وسانتوس.

مسيرة أسطورية مع البرازيل

في عام 1958بكأس العالم أصبح أصغر لاعب كرة قدم يشارك في المونديال بعمر 17 عامًا و249 يومًا وسجل هدفين في النهائي أمام السويد في ستوكهولم.

وفي مونديال 1962 أصبح بيليه أفضل لاعب في العالم وأخذ في تسجيل الأهداف ومراوغة المدافعين بمهارة كبيرة، ولكن هذه البطولة شهدت إصابته.

وفي كأس العالم 1966 خرج البرازيل من الدور الأول لأول مرة في تاريخها، وقد تعرض النجم البرازيلي للخشونة من المنافسين، وبعد البطولة قال إنه لا يريد اللعب في المونديال مرة أخرى.

لكن في عام 1969 تم استدعاؤه مرة أخرى في تصفيات المونديال في مونديال 1970 وتألق بشكل لافت مرة أخرى إلى جانب فريق أُعتبر أنه أفضل فريق في التاريخ والذي ضم وريفيلينو وجارزينيو وجيرسون وكارلوس ألبرتو توريس وتوستاو وكلودوالدو، ففازوا بالمونديال بعد التفوق على إيطاليا القوية في النهائي بنتيجة 4-1.

إنجازات لم تتكرر

ونال لقب كأس العالم ثلاث مرات. وكانت المرة الأولى في سن 17 عامًا في السويد عام 1958، والثانية في تشيلي بعد أربع سنوات على الرغم من أنه غاب عن معظم البطولة بسبب الإصابة والثالثة في المكسيك في 1970، عندما قاد ما يعتبر أحد أعظم الفرق التي لعبت كرة القدم على الإطلاق.