تستعين حملة المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، بمسؤولين عملوا في حملة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وساهموا بقوة في الفوز الكاسح الذي حققه حزب العمال بالانتخابات التي أُجريّت في 4 يوليو الماضي.
وكشفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، عن لقاء قريب يجمع ديبورا ماتينسون، مسؤولة استطلاعات الرأي السابقة لـ"ستارمر"، وكلير أينسلي، المديرة السابقة للسياسة لدى رئيس الوزراء، مع فريق حملة هاريس بواشنطن، لمشاركة تفاصيل حول كيف حقق حزب العمال فوزه المذهل في الانتخابات، من خلال استهداف مجموعات رئيسية من "ناخبي الطبقة العاملة الذين أرادوا التغيير".
وتأتي الزيارة قبل رحلة منفصلة يقوم بها "ستارمر" إلى واشنطن، الجمعة المقبل، للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهي الثانية له منذ توليه منصب رئيس الوزراء، والأولى منذ انسحاب بايدن من سباق الرئاسة الأمريكية، وحصول هاريس على بطاقة الترشيح الديمقراطية.
ومع اقتراب السباق نحو البيت الأبيض من محطته الأخيرة، تعتقد ديبورا وكلير أن نفس الاستراتيجية التي نجحت مع حزب العمال يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تغلب هاريس على غريمها الجمهوري دونالد ترامب، في 5 نوفمبر.
وفي مقال كتبه الاثنان في صحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية، قالتا "إن العديد من مخاوف الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد ستكون متشابهة على جانبي الأطلسي".
وجاء في المقال: "لقد رفض هؤلاء الناخبون -الذين كانوا في كثير من الأحيان من ناخبي العمال سابقًا- الحزب لأنهم اعتقدوا أنه رفضهم.. وفي عام 2019، شكّل هؤلاء الناخبون نحو 20% من الناخبين، ونجح تركيز حزب العمال على المخاوف الاقتصادية -من الإسكان بأسعار معقولة إلى الأمن الوظيفي- في استعادتهم".
وأضاف المقال: "بالنسبة لهاريس، فإن معالجة القضايا الجوهرية مثل الإسكان والأسعار وخلق فرص العمل قد تكسب أيضًا أصوات الناخبين من الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة، والذين يواجه العديد منهم ضغوطًا اقتصادية مماثلة".
وشرع حزب العمال في التعرف على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هؤلاء الناخبين، وتطبيق هذه المعرفة على جميع جوانب الحملات الانتخابية. وهؤلاء الناخبون كانوا وطنيين، ومهتمين بأسرهم، ويكافحون من أجل مواجهة تكاليف المعيشة، إنهم "الناخبون من الطبقة العاملة المضغوطة الذين أرادوا التغيير".
وصاغت "ديبورا" عبارة "الناخبين الأبطال" لوصف مجموعة كانت في أغلب الأحيان مؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويمكن إقناعها من قبل القادة السياسيين إذا شعروا أن هؤلاء القادة سيعالجون مخاوفهم الأساسية.
وتعتقد ديبورا وكلير أن هذا التعاون قد يساعد في تغيير الميزان من خلال توصيل الناخبين إلى ساحات المعارك الرئيسية في الولايات المتحدة. وقالتا: "قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، قلبت هاريس المنافسة التي بدت وكأنها محسومة لصالح ترامب رأسًا على عقب.. ومع ذلك، وكما تظهر البيانات بوضوح، لا يزال من الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات.. ونحن نعتقد أن تبني نهج مماثل للناخب البطل يمكن أن يحدث فرقًا حيويًا، تمامًا كما حدث هنا في المملكة المتحدة".
وأضافتا "إن نقطة البداية هي تحديد وفهم الناخبين الأبطال لهاريس، الناخبين غير الحاسمين الذين فكروا في ترامب ويعيشون في حفنة من الولايات المتأرجحة الأكثر أهمية".
وتمت دعوة ديبورا وكلير من قبل مؤسسة الفكر الديمقراطية معهد السياسة التقدمية، وأجريتا في الآونة الأخيرة، استطلاعات بين الناخبين الأمريكيين، وعقدوا مجموعات تركيزية لمحاولة فهم ما الذي قد يجذبهم إلى انتخاب هاريس، وما هي المجموعات الأكثر أهمية.
وكتبتا: "إن السياق مختلف تمامًا، ولكن أوجه التشابه غريبة تقريبًا.. هذه المجموعة التي تحدد نفسها في الولايات المتحدة باعتبارها من الطبقة المتوسطة وليس الطبقة العاملة، كما قد تفعل نفس المجموعة في المملكة المتحدة، تكافح".
ويعتقد أعضاء هذه الحركة أن الطبقة المتوسطة في خطر، وأنها محرومة من حلم امتلاك المسكن الذي اعتبرته الأجيال السابقة أمرًا مُسلَمًا به، وغير قادرة على تغطية الضروريات، ومدركة تمامًا لتكاليف البقالة والمرافق والفواتير الأخرى، ويعمل كثيرون منهم في وظائف متعددة لمجرد البقاء على قيد الحياة.
ومن المرجح أن تلتقي المساعدتان السابقتان لستارمر، ميجان جونز المستشارة السياسية البارزة لهاريس، وويل مارشال مؤسس معهد السياسة العامة، الذي كان له تعاملات مع كبار الشخصيات في حزب العمال الجديد، بما في ذلك توني بلير، عندما كان الحزب يحاول التعلم من النجاح الانتخابي الذي حققه الديمقراطيون بقيادة بيل كلينتون في منتصف التسعينيات، قبل الانتخابات البريطانية العامة عام 1997.
وتقول ديبورا وكلير إنهما كانتا لديهما وقت أطول بكثير للتخطيط لاستراتيجيتهما بالتفصيل مقارنة بأعضاء حملة هاريس، لكنهما تشيران إلى أن ضبط الاستراتيجية الديمقراطية قد يساعد في الحفاظ على الزخم الأخير ومنح الحزب فرصة أفضل لعبور خط النهاية منتصرًا.
وأضافتا: "منذ اللحظة التي حددنا فيها تركيزنا على الناخبين الأبطال، كان أمامنا 3 سنوات لترسيخ التفكير من خلال النشاط الحزبي.. أما فريق هاريس فلديه أقل من ثلاثة أشهر، ولكن بالنظر إلى ما حققوه في الأسابيع القليلة الماضية، يبدو النجاح الآن في متناول اليد، وقد يساعد الناخبون الأبطال في سد هذه الفجوة".