في حين تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع، يستعد الجيش الأمريكي لاحتمال فشل المحادثات الجارية حاليًا، وسط مخاوف من أن يؤدي انهيارها إلى إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقًا، وفق ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ويقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حجر عثرة أمام جهود الوساطة الرامية لوقف إطلاق النار بغزة، وإبرام صفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
ويرفض نتنياهو الانسحاب من "محور فيلادلفيا" على الحدود بين مصر وغزة، في خطوة اعتبرتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، ناسفة لجهود الوساطة الرامية إلى التوصل لاتفاق مع حماس بوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل المحتجزين.
ومع استمرار تعنت نتنياهو، نقلت الصحيفة عن الجنرال تشارلز كوينتون براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أمس الأول الخميس: "أفكر فيما إذا توقفت المحادثات تمامًا، كيف سيؤثر ذلك على التوتر في المنطقة، والأشياء التي يتعيّن علينا القيام بها للاستعداد في حالة تغير ذلك".
وقال براون، أثناء سفره إلى اجتماع مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا في ألمانيا، إنه يزِن كيف سيستجيب الفاعلون الإقليميون لفشل المحادثات، "وما إذا كانوا سيزيدون من أي نوع من أنشطتهم، وهو ما قد يؤدي إلى مسار سوء التقدير ويتسبّب في اتساع الصراع"، مؤكدًا تركيزه على كيفية عدم توسيع الصراع، وحماية القوات الأمريكية.
وترى إدارة بايدن أن محادثات وقف إطلاق النار هي المفتاح لخفض التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتجنب حرب إقليمية شاملة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن مسؤولين مقربين من نتنياهو، قولهم إنه "بعد انتهاء جلسة المباحثات الأمنية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، تبين لنا أن احتمال إبرام صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى ضئيل جدًا".
وكان جون كيربي، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، صرح بأن "90% من الاتفاق بين إسرائيل وحماس، الذي تتوسط فيه مصر وقطر والولايات المتحدة، تم".
وفي الوقت الذي حاولت فيه الولايات المتحدة أن تحافظ على لهجة متفائلة بشأن المحادثات، قلل نتنياهو علنًا من تقدمها، وقال في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أمس الأول الخميس، إن تصورات الولايات المتحدة بأن الاتفاق وشيك خاطئة.
وفي الأسبوع الماضي، أعرب بايدن عن إحباطه من دور نتنياهو في المفاوضات، وقال الرئيس الأمريكي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم يبذل جهودًا كافية للتوصل إلى اتفاق".
ويعتقد الديمقراطيون أن نتنياهو يطيل أمد الحرب على أمل أن يعود الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب -الذي قدم له كل ما أراده تقريبًا في ولايته الأولى- إلى المكتب البيضاوي قريبًا.