أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن سعادته البالغة بزيارته الأولى لتركيا ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف الرئيس المصري، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة أنقرة، نقلته شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن زيارته لتركيا تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين البلدين.
وقال السيسي، اليوم الأربعاء: "شهدنا ازدهارًا مستمرًا في التواصل بين الشعبين المصري والتركي، خلال السنوات الماضية، لا سيما في الحركة السياحية المتنامية، وكذلك العلاقات التجارية والاستثمارية التي تشهد نموًا، فضلًا عن زيادة الاستثمارات التركية بمصر خاصة في مجال التصنيع".
وأضاف الرئيس المصري أنه "في ظل الرغبة الصادقة بين البلدين في المزيد من تطوير العلاقات والتعاون وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان لمصر، فبراير الماضي، سعدت اليوم مع الرئيس أردوغان برئاسة الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى مع تركيا، الذي يهدف لإحداث نقلة نوعية في كل المجالات، أبرزها التجارة والاستثمار والسياحة والنقل والزراعة"
ولفت إلى التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم التي تهدف لوضع إطار مؤسسي جديد للتعاون بين مصر وتركيا، وتأكيد أهمية تيسير حركة التجارة البينية، وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا، مشيرا إلى إنه "يجري العمل على زيادة التبادل التجاري بين مصر وتركيا إلى 15 مليار دولار، خلال السنوات المقبلة".
وتابع: "إضافة لتعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك، في ظل مناخ الاستثمار المتميز لمصر، الذي مكنه من زيادة حجم أعمالهم وبيع منتجاتهم في مصر والتصدر للخارج".
واستكمل الرئيس السيسي أن ما تعيشه منطقتنا وعالمنا اليوم من أزمات وتحديات بالغة توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا، ومن هذا المنطلق ناقشت مع الرئيس أردوغان سبل التنسيق والعمل معًا للمساهمة في التصدي للأزمات الإقليمية، على رأسها معالجة المأساة الإنسانية التي يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون بغزة، في كارثة غير مسبوقة قاربت على العام.
وقال: "يهمني في هذا الصدد إبراز وحدة موقفي مصر وتركيا حيال المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار ورفض التصعيد الإسرائيلي الحالي بالضفة الغربية والدعوة للبدء في مسار يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى.. في إقامة دولته المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".. وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .. فضلاً عن تعاوننا المستمر منذ بداية الأزمة.. لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.. على الرغم من المعوقات المستمرة التى تفرضها إسرائيل".
واستكمل الرئيس المصري حديثه: "كما تبادلنا وجهات النظر حول الأزمة الليبية، واتفقنا على التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، مع تأكيد أهمية طي صفحة تلك الأزمة الممتدة، من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن، وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، حتى يتسنى لليبيا الشقيقة إنهاء مظاهر الانقسام وتحقيق الأمن والاستقرار".
وتابع السيسي: "ناقشنا كذلك الأوضاع في سوريا، وأكدنا تطلعنا إلى التوصل لحل لتلك الأزمة التي أثرت على الشعب السورى الشقيق، بشكل غير مسبوق، وأرحب هنا بمساعي التقارب بين تركيا وسوريا، إذ نهدف في النهاية إلى تحقيق الحل السياسي ورفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق، وفقًا لقرار مجلس الأمن في هذا الشأن مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها والقضاء على الإرهاب".
وواصل الرئيس المصري حديثه عن لقائه نظيره التركي: "كما استعرضنا الأزمة في السودان والجهود التي تبذلها مصر، بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي، وبحثنا أيضًا باستفاضة الأوضاع في القرن الإفريقي وخاصة الصومال، إذ اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال الشقيق وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التي تواجهه".
وأكد الرئيسان المصري والتركي تطلعهما إلى استمرار التهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط والبناء عليها وصولًا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة ليتسنى لنا جميعًا التعاون وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بها لتحقيق الرفاهية لشعوب المنطقة أجمع.