الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عاطف بشاي.. رحيل صاحب "اللقاء الثاني" الذي عبر عن قضايا مجتمعه بحس كوميدي

  • مشاركة :
post-title
السيناريست الراحل عاطف بشاي

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

تحفل ذاكرة الدراما العربية بالعديد من الأعمال المميزة للسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا مساء اليوم الجمعة، عقب توقف عضلة القلب، عن عمر ناهز 73 عامًا.

يعد "بشاي" أحد رواد المدرسة الإبداعية التي تعتمد على أن الفكرة والنص الدرامي هما الأساس، وأن العمل الفني يبدأ أولًا من المؤلف ثم الاتفاق مع المخرج قبل أن يذهب المشروع إلى المنتج ثم اختيار الممثلين، ليكون البطل دائمًا هو السيناريو القوي والمتكامل، لذا كانت لديه تحفظات كثيرة حول تفصيل العمل الدرامي أو كتابة عمل مخصص لممثل بعينه، حسبما قال في أحد حواراته التلفزيونية.

السيناريست الحاصل على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة حلوان، الذي أصقل موهبته بالدراسة في معهد السينما، يؤمن بأن الفن ليس دوره نقل الواقع بل التعبير عنه، الأمر الذي نجده في الكثير من أعماله التلفزيونية والسينمائية المميزة، معبرًا عن عدة قضايا اجتماعية مهمة، ومنها مسلسل "دموع صاحبة الجلالة" الذي تعاون فيه مع المخرج يحيى العلمي، وبطولة ميرفت أمين، وفاروق الفيشاوي، وعمر الحريري ودلال عبد العزيز، وأيضًا فيلم "ونسيت أني امرأة"، بطولة ماجدة وفؤاد المهندس.

السيناريست الراحل عاطف بشاي

"علاقة الفن بالشارع تبادلية، كل منهما يأخذ من الآخر"، هكذا وصف عاطف بشاي رؤيته لتأثير الأعمال الفنية على المجتمع في أحد حواراته الإعلامية، مشيرًا إلى أن الفن ليس نقلًا للواقع كما هو، ووصف ذلك الأمر بالمفهوم الخاطئ، فهو يؤمن بأن دور المبدع التعبير عن مجتمعه وواقعه وليس نقله حرفيًا.

يخلق "بشاي" في أعماله الفنية زمانه ومكانه الخاص، ويرسم خيوطه بنفسه، سواءً كانت أعمال درامية جادة، مثل مسلسله الشهير "اللقاء الثاني" بطولة محمود ياسين وبوسي، الذي تدور أحداثه في حلقات منفصلة عن تأثير الزمن على العلاقات بين الأشخاص، أو تحمل لمحات كوميدية مميزة، ومنها فيلمه الشهير "محاكمة على بابا"، الصادر عام 1984، و"فوزية البرجوازية" الذي يتناول في إطار كوميديا العلاقة بين أصحاب التيارات والأفكار المختلفة.

لدى عاطف بشاي تجربة وحيدة في كتابة السيّر الذاتية، إذ كتب سيناريو وحوار مسلسل "السندريلا" بطولة منى زكي، والذي يسرد قصة حياة الفنانة الراحلة سعاد حسني، وكانت له فلسفته الخاص في أعمال السير الذاتية، ترفض البحث عن العيوب في شخصية الفنان أو الرمز الذي يتناول العمل حياته واستعراض حياته الخاصة، مفضلًا البحث عن القيمة في حياته والعلاقة التبادلية بين ما يحدث في العالم وبين الشخصية.

مسلسل "اللقاء الثاني"

رحيل صاحب أعمال "تاجر السعادة"، و"يا رجال العالم اتحدوا"، أصاب العديد من المثقفين والفنانين بالحزن الشديد، ووصف الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، وفاته في بيان إعلامي، بالخسارة الكبيرة للفن المصري، مشيرًا إلى أن الراحل صاحب بصمة متفردة في عالم السينما والدراما التلفزيونية، وناقش من خلال قلمه قضايا المجتمع بعمق وحس كوميدي راقٍ.

الكاتب الذي سيتم تشييع جثمانه يوم الأحد المقبل، رحل عن عالمنا تاركًا الكثير من الأعمال التي ستبقى في ذاكرة الفن العربي ومنها مسلسلات "لا"، و"الطوفان"، و"عمارة يعقوبيان"، وأفلام منها "أحوال شخصية"، و"إلى من يهمه الأمر"، وآخر أعماله التلفزيونية مسلسل "تاجر السعادة" الذي عُرِض عام 2009.

مسلسل "تاجر السعادة"