أدانت طوكيو، اليوم الثلاثاء، انتهاكًا خطرًا للسيادة اليابانية بعد اختراق طائرة عسكرية صينية المجال الجوي الياباني، وفقًا لـ"فرانس برس".
ويأتي هذا الحادث، الذي أكدت اليابان أنه أول اختراق مؤكد من هذا النوع، في وقت تشهد منطقة آسيا المحيط الهادئ توترات متصاعدة بين الصين الساعية الى تعزيز حضورها وإثبات قوتها في مناطق بحرية بعضها متنازع عليه، والولايات المتحدة وحلفائها مثل اليابان والفيليبين على وجه الخصوص.
وأكدت الصين التي وصل إليها اليوم مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان في زيارة ليومين، أنها تتثبت مما إذا كان هذا الخرق قد وقع، مشددة على أنَّ لا نية لديها لاختراق المجال الجوي لدول أخرى.
وقال محللون إنَّ الخرق قد يكون محاولة صينية لاختبار أنظمة الدفاع الجوي اليابانية أو بهدف التجسس والضغط على طوكيو في ظل تعزيز تعاونها الدفاعي مع الولايات المتحدة ودول أخرى مناوئة لبكين في آسيا المحيط الهادئ.
وأعلنت وزارة الدفاع اليابانية، أمس الاثنين، أنه تمّ التثبت من أن طائرة صينية انتهكت المجال الجوي الإقليمي قبالة جزر دانجو في منطقة ناجازاكي، مشيرة إلى أنها أرسلت طائرات مقاتلة بشكل عاجل، وأضافت أن طائرة تجسس من طراز "واي-9" خرقت المجال الجوي، وشدّدت طوكيو على أن ما حدث في بحر الصين الشرقي يمثّل "انتهاكًا خطرًا للسيادة اليابانية".
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي خلال مؤتمر صحفي إنّ "اختراق طائرة عسكرية صينية مجالنا الجوي لا يمثل انتهاكًا خطرًا لسيادتنا فحسب، بل يمثّل أيضًا تهديدًا لأمننا وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".
وأضاف: "نحن ندرك أنّ هذا هو أول توغّل مؤكد ومعلن لطائرة عسكرية صينية في مجالنا الجوي منذ أن اتخذنا إجراءات مضادة لهذه التوغلات".
وتابع : "نمتنع عن إعطاء إجابة محددة فيما يتعلق بالغرض من تصرفات الطائرات الصينية مع ذلك، فإن النشاطات العسكرية الصينية الأخيرة في محيط اليابان تميل إلى أن تتوسّع وأن تصبح أكثر نشاطا".
وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، للصحفيين إن الأقسام الصينية المعنية هي في طور جمع المعلومات وتتثبت من الموقف، وذلك ردًا على الاتهامات اليابانية، وأكد أن الطرفين أبقيا على التواصل من خلال القنوات العاملة القائمة، مشددًا على أنه لا نية لدى الصين للتطفل على المجال الجوي لأي بلد.
و"دانجو" غير المأهولة هي مجموعة من الجزر الصغيرة الواقعة في بحر الصين الشرقي قبالة منطقة ناجاساكي في جنوب اليابان، ولا تعد من ضمن الأراضي البحرية المتنازع عليها.
وسبق لسفن عسكرية صينية ويابانية أن تواجهت في مناطق أخرى، لا سيما جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي التي تطالب بها بكين وتسمّيها دياويو.
وأفادت طوكيو عن وجود سفن لخفر السواحل الصينيين وسفينة عسكرية وحتى غواصة عاملة بالطاقة النووية في المنطقة، ووقعت مواجهات بين خفر سواحل اليابان ومراكب صيد صينية.
وبحسب قناة "أن أتش كاي" اليابانية، خرقت طائرتان صينيتان غير عسكريتين المجال الجوي قرب جزر سينكاكو في عامَي 2012 و2017.