الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ألمانيا الباهتة.. كيف تغير العالم بعد الأزمة الروسية الأوكرانية؟

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني أولاف شولتس

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لم تدع الأزمة الروسية الأوكرانية، شيئًا في العالم إلا وقد طالته بطريقة ما، الأمر الذي جعل حياة الناس في مناحي كثيرة بالغة الصعوبة، بعد أن تكبد العالم أزمتين في الطاقة والغذاء.

وكانت ألمانيا شأنها شأن العديد من الدول، تأثرت بالعملية العسكرية في أوكرانيا سواء على مستوى السياسة، أو الاقتصاد، أو المجتمع، بحسب صحيفة "تاجز شبيجل" الألمانية.

وحذر الرئيس الفيدرالي فرانك فالتر شتاينماير، نهاية أكتوبر الماضي، من سنوات صعبة تنتظر ألمانيا جراء أزمتي الغاز والطاقة.

ألمانيا تطفئ أنوارها 

أطفأت ألمانيا أضواء معالمها الدينية والسياحية، إذ تطفئ الأضواء في برلين عند منتصف الليل، وبوابة براندنبورج، بالإضافة إلى كاتدرائية كولونيا، التي كانت بمثابة منارة تُرى في الظلام من بعيد.

وتعد نهاية إضاءة أشهر المعالم والمناطق السياحية نتيجة واضحة بشكل خاص للأزمة الروسية الأوكرانية، الدائرة رحاها منذ 24 فبراير من العام الجاري، التي سببت أزمة طاقة داخل ألمانيا.

المستشارة السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
حقبة جيدة لألمانيا وأزمتان عالمتان

تزامنت الحرب الروسية الأوكرانية مع نهاية حقبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي استمرت لمدة ستة عشر عامًا على رأس الحكومة، وتولي المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي أكمل للتو عامه الأول في رئاسة الحكومة.

ومع أزمة كورونا، والعملية العسكرية الأوكرانية، سعى المستشار الألماني لإعادة هيكلة الدولة والاقتصاد والتوجه إلى مزيدٍ من الحماية للتغيرات المناخية.

العالم لم يعد كما كان من قبل العملية الروسية الأوكرانية، ونشهد نقطة تحول، كان أبرزها تصريحات المستشار أولاف شولتس، في 24 فبراير 2022، تاريخ بدء العملية الحرب بأوكرانيا، بعد أقل من شهرين على رئاسته للحكومة.

المستشار أولاف شولتس
إعادة ترتيب الأوراق السياسية

وقالت الصحيفة: إن نقطة التحول الناتجة عن الحرب بالنسبة إلى ألمانيا هي إعادة ترتيب أوراقها السياسية، بعد إعلان الرئيس الألماني أن العلاقات مع روسيا لن تعود كسابق عهدها.

إضافة إلى ذلك سعي ألمانيا إلى إحداث تقارب مع الصين والهند، لتشهد الحياة السياسية تغيرًا كبيرًا في أقل من عام على تولي المستشار الألماني، وهو ما تمثل في زيارة شولتس، الصين، نوفمبر الماضي، وبيع حصة من ميناء هامبروج إلى شركة "كسوكو" الصينية، وزيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الهند، مطلع الشهر الجاري.

الرئيسان الألماني والصيني
تأثر المجتمع الألماني

ولم تغير الحرب السياسة الألمانية وحسب، بل أدت إلى تغيير المجتمع الألماني.

وقال عالم الاجتماع جيرالد كناوس: إنه قبل عام، كان معظم الألمان يستبعدون احتمال تعرض مدن في الاتحاد الأوروبي للقصف في حياتهم، والآن لم يعد هذا غير مستبعد، بحسب "تاجز شبيجل".

ومع إطالة أمد الحرب أصبح الألمان نتيجة المساعدات لأوكرانيا قابعين تحت ضغط شديد، بعد أن أصبحت نسبة كبيرة من الأسر تضطر إلى إنفاق أكثر من 40 أو حتى 50 في المئة من دخلها على الإسكان والتدفئة والكهرباء.

وعلى الرغم من حزم الإغاثة التي اتخذتها الحكومة للتخفيف عن كاهل المواطنين، إلا أن الحكومة لن تكون قادرة على الاستمرار على هذا المنوال إلى الأبد.

تدفقات اللاجئين استقرار الغرب

ويتعين على ألمانيا والاتحاد الأوروبي الاستعداد لموجة من تدفق اللاجئين لم تكن تشهدها منذ الأربعينيات.

ومن المرجح أن يزداد عدد اللاجئين هذا الشتاء، وفقًا لتحذيرات خبير الهجرة جيرالد كناوس، الذي أكد أن على ألمانيا والاتحاد الأوروبي الاستعداد لأزمة مهاجرين لم تكن موجودة في أوروبا منذ الأربعينيات.

وبرر خبير الهجرة زيادة حركة اللاجئين الأوكرانيين، بسبب تدمير شبكة الكهرباء الأوكرانية، والتهديد الدائم باستخدام أسلحة الدمار الشامل.