الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مطالبات بفرض قيود على حملها.. جرائم السكاكين صداع في رأس ألمانيا

  • مشاركة :
post-title
جرائم السكاكين أصبحت في ارتفاع متزايد بألمانيا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

شهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة ارتفاعًا حادًا في حوادث العنف باستخدام السكاكين؛ ما دفع العديد من المسؤولين والساسة إلى المطالبة باتخاذ إجراءات صارمة لمعالجة هذه الظاهرة.

وفي ظل هذا السياق المُقلق، جاء حادث الطعن الجماعي في مدينة زولينجن؛ ليزيد من حدة الضغوط على الحكومة لاتخاذ خطوات جدية لمواجهة المشكلة، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ارتفاع حوادث الطعن في ألمانيا

وأصبحت حوادث العنف بالسكاكين من القضايا البارزة في المجتمع الألماني، حيث تتركز الهجمات بشكل خاص في مراكز المدن ومحطات السكك الحديدية، وفي استجابة لهذه الظاهرة، دعت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فايسر، في تصريحات لها، إلى فرض قيود جديدة على حمل السكاكين في الأماكن العامة، وذلك قبل أيام قليلة من حادث الطعن الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص في مهرجان بمدينة زولينجن.

واقترحت "فايسر" تقليص طول نصل السكاكين المسموح بحملها من 12 سم إلى 6 سم فقط، مع استثناءات للسكاكين المنزلية في عبوات مغلقة والتي تم شراؤها حديثًا، وأكدت الوزيرة أن هذه الإجراءات ضرورية للحد من العنف المتزايد باستخدام السكاكين.

إحصائيات مقلقة ودعوات لاتخاذ إجراءات صارمة

تشير إحصائيات الشرطة إلى زيادة بنسبة 6% في الاعتداءات الجسدية الخطيرة باستخدام السكاكين في عام 2023 مُقارنة بالعام السابق، وقد ارتفع عدد الهجمات في محطات السكك الحديدية، حيث سجلت الشرطة الفيدرالية 777 هجومًا في العام الماضي و430 حالة في النصف الأول من العام الجاري.

وفي ظل هذه الأرقام المتزايدة، دعا العديد من نواب الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين، إلى فرض قوانين أكثر صرامة لمعالجة هذه الظاهرة، كما أكد المستشار الألماني، أولاف شولتز، بعد حادث زولينجن المميت، على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة ضد الجناة.

مشيعون في موقع الحادث في زولينجن
ردود الفعل السياسية والاجتماعية

على الصعيد السياسي، حاول حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، استغلال قضية العنف بالسكاكين كجزء من حملته الانتخابية في ثلاث ولايات شرقية، حيث اتهم الشباب المهاجرين بالمسؤولية عن تلك الجرائم.

كما زعمت زعيمة الحزب، أليس فايدل، أن هناك "أكثر من 15 ألف" جريمة سكاكين في عام 2023، معتبرة ذلك رقمًا قياسيًا، لكنها عادت لتصحيح الرقم إلى 13844، والذي شمل عمليات سطو تم فيها استخدام السكين لتهديد الضحية.

دعوات لمعالجة اجتماعية أعمق

من جانب آخر، حذّر خبراء علم الجريمة من أن القوانين الأكثر صرامة قد لا تكون كافية لوقف الاعتداءات بالسكاكين، وأشار الخبير ديرك باير إلى أن هذه الظاهرة تحتاج إلى معالجة أعمق، تتجاوز التشريعات الصارمة إلى التثقيف الاجتماعي والتوعية بخطورة حمل السكاكين. وأكد أن الحل الأمثل يكمن في معالجة المشكلات الاجتماعية التي تقف وراء هذا الارتفاع في حالات الطعن.

تأتي هذه الدعوات في وقت يشهد فيه المجتمع الألماني نقاشًا مُتزايدًا حول كيفية مواجهة مشكلة العنف المتزايدة، حيث يرى البعض أن التحدي لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يتطلب أيضًا جهودًا شاملة لمعالجة الجذور الاجتماعية لهذه الظاهرة.