"صدى جدار الصمت" سابع تجاربي بمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي وفخور بتكريمي به
أثرت القضية الفلسطينية في نفوس الكثيرين، ليطوع البعض أدواته في التعبير عنها كنوع من التضامن والمؤازرة، ويتفاعل مصمم الاستعراضات والمخرج اللبناني وليد عوني معها ويجسدها في عروضه المسرحية المختلفة، التي وقع اختيار واحدٍ منها من قبل إدارة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في نسخة هذا العام التي ستنطلق في سبتمبر المقبل، ويحمل عرضه اسم "صدى جدار الصمت"، والذي يمثل مفاجأة حفل الافتتاح.
يؤكد المخرج اللبناني الذي شاهد نزوح الكثير من الفلسطينيين من أراضيهم وتهجير الاحتلال الإسرائيلي لهم إلى لبنان، إنه يحمل القضية الفلسطينية في قلبه ويحاول التعبير عنها من خلال أعماله المختلفة.
ويقول "عوني" لموقع " القاهرة الإخبارية" عن تفاصيل العرض المسرحي: "هو رسالة لما تعيشه فلسطين من أوضاع إنسانية صعبة، حيث نقدم القضية الفلسطينية بمعنى آخر وزاوية جديدة بعيدًا عن السياسة".
يكشف السبب الذي دفعه لتقديم أعمال عن فلسطين، حيث كان شاهد عيان على الكثير من الأحداث بحكم معيشته في لبنان سنوات طويلة: "أنا ولدت في لبنان وعشت فيها ومع القضية الفلسطينية منذ الأربعينيات، وعاصرت أول نزوح للمهاجرين الفلسطينيين على المخيمات في لبنان وكنت شاهدًا على ذلك، إذ نعيش واقع القضية الفلسطينية منذ 75 عامًا فأردت أن أعطي رسالة حب لكل الفلسطينيين بعيدًا عن التناول السياسي وإنما بالتناول الإنساني والضمير العالمي، وابتعدت عن الأحداث التي توثق الحرب التي يعيشونها حاليًا".
يزيح المخرج اللبناني، الستار عن عرضه والذي يسرد تفاصيل أكثر عنه قائلًا: "أقدم في العرض الجديد 12 مشهدًا تعبيريًا يلقي الضوء على الانتماء للشعب الفلسطيني من منطلق الإنسانية والضمير الوطني بعيدًا عن أبواب السياسة، وهذه المشاهد متمثلة في العودة للجذور والجدار العازل في فلسطين وأرمز في العرض بأنه يفصل فلسطين عن العالم كله".
لم يكن هذا العرض هو الأول للمخرج اللبناني ولكن سبق أن قدم سبع تجارب سابقة عن فلسطين قائلا: "أنا مهموم بالقضية الفلسطينية التي عشتها وعاصرتها بنفسي، وهذا سابع عرض أقدمه عن فلسطين، حيث سبق أن قدمت عروضًا مثل "كي لا تتبخر الأرض، تحت الأرض، وفيروز هل زرفت عيونك دمعة" وأيضًا "أغنية الحيتان، ولو تكلمت الغيوم"، كما قدمت عرضًا في بلجيكا حمل مشاهد من مجزرة صابرة وشاتيلا، ففلسطين هي قضية الأولى في الشرق الأوسط، ولا يمكن أن نتخلى عنها ودورنا كفنانين أن نعبر عنها".
لم يكتف وليد عوني بالمشاركة كمخرج عرض الافتتاح ولكن اختارته إدارة المهرجان لتكريمه مع عدد من الفنانين مثل محمود حميدة وغيرهم، ليعرب عن فخره وسعادته كاشفًا أنه تربطه علاقة قوية وقديمة مع المهرجان وأنه سبق أن افتتحت عروضه هذا الحدث المسرحي 7 مرات، وحصد 3 جوائز عن عروض سابقة.