في خطوة للتوفيق بين الفرقاء في ليبيا، دعا محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى تحقيق مشروع المصالحة الوطنية بين الأطراف السياسية، والمكونات الاجتماعية في ليبيا، مشيدًا بدور القاهرة في العمل على وحدة ليبيا واستقرار أراضيها.
دخلت ليبيا منذ نحو 12 عامًا في نفق سياسي مظلم، جذب طامعين دوليين وإرهابيين للسيطرة على الثروات والاستفادة من الأوضاع، وظلت مصر تنادى بليبيا موحدة، وحشدت دعمًا دوليًا لمواجهة الإرهاب، وعقدت مؤتمرات وطرحت مبادرات وحلولا، ودعت لدولة وطنية بمؤسسات قوية.
توافق الأطراف السياسية
يرى الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن تصريحات رئيس المجلس الرئاسي الليبي تعتبر نقلة وتمثل أساسًا لحوار "ليبي – ليبي" خاصة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبية.
وأضاف "فرحات" في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" أن المجلس الرئاسي يمكن أن يلعب دورًا في التوفيق وتوفير المناخ والثقة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا من خلال تصريحاته أمس والتي أشارت إلى أن الدور المصري معترف به من جانب كل الأطراف الليبية.
وأوضح أنه لابد من وجود قناعة لدى النخبة الليبية بضرورة إنهاء هذه الحالة عن طريق إجراء انتخابات برلمانية في أسرع وقت لبدء العمل على إعادة الاستقرار للبلاد وتلبية مطالب الشعب الليبي.
تابع أن الحل الأمثل هو أن تسير الأوضاع في ليبيا وفقًا لمسارين، الأول توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية وإنهاء ظاهرة المليشيات المسلحة، بجانب المسار السياسي الخاص وإجراء الانتخابات البرلمانية والاتفاق على القاعدة الدستورية المنظمة للمسار السياسي.
من جانبه، قال أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة الأهرام لـ "القاهرة الإخبارية" إن مصر تلعب دورًا هامًا في وضع خريطة طريق للأطراف الليبية.
أضاف أن هناك جمودًا سياسيًا في الفترة الأخيرة بالنسبة للأزمة الليبية وأن كل مفردات حل الأزمة قائمًا ولكن يحتاج إلى توافق بين كل الأطراف.
أوضح أن الحل العسكري تم التوافق عليه ولكنه يحتاج إلى التطبيق فقط ولكن الحل السياسي يحتاج إلى آلية ناجحة يجري على أساسها وضع قاعدة دستورية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
دور مصري مؤثر
قال الدكتور خالد الترجمان، الكاتب والمحلل السياسي، إن المجهودات مازالت تبذل داخل المنظومة العربية، ولكن مضى أكثر من 12 عامًا دون الوصول إلى بوادر حقيقية لبداية الجسر الذي سيقود لبناء الدولة المدنية في ليبيا.
وأضاف الترجمان في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية"من بنغازي أن الاستقرار في ليبيا له عمق استراتيجي للعديد من الدول المتاخمة لـ "ليبيا" وعلى رأس هذه الدول مصر، والتي تحاول أن تقرب وجهات النظر في الداخل الليبي.
وذكر أن مصر عقدت العديد من المؤتمرات واللجان وكان على رأسها أهم لجنة وهي لجنة 5+5 العسكرية، والتي كان لها مردود هام في حل الميليشيات وجمع السلاح وتسليم الأسرى ومغادرة كل القوات الأجنبية والمرتزقة.
وأوضح أن التوصل إلى تفاهم حول إطار يتم على أساسه الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ووضع شروط للترشح هو أهم النقاط التي تعمل عليها الأطراف المشاركة في حل الأزمة.
وتابع "الترجمان" أن الأزمة الليبية تكمن في الميليشيات المسلحة ولأن مسودة الدستور التي يتحدثون عنها الآن مرفوضة؛ لأنها ستأتي بدولة الفقيه، وبالتالي تكون كارثة على الليبيين.
وحول طرح محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، دعوة لجميع الأطراف السياسية والمكونات الاجتماعية للانخراط في مشروع المصالحة الوطنية، قال الترجمان إنه طرح رائع، ولكنه يحتاج إلى التطبيق على أرض الواقع بعيدًا عن الميليشيات المسلحة للذهاب إلى تفاهمات عجزت عنها ليبيا طيلة 12 عامًا.