تحدث بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن رؤيته حول فكرة إقامة دولة فلسطينية، وطرح رؤيته البديلة بإقامة جيوب للحكم الذاتي للفلسطينيين، ورفض دمجهم كمواطنين في دولة إسرائيل، وأنكر أي وجود لمجاعات بين الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
ومنذ 10 أشهر شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا شرسًا على قطاع غزة، وعمل على تدمير البنية التحتية لجميع المجالات الصحية والتعليمية والخدمية، وخلق واقع غير صالح للسكن، وأغلق المعابر في وجه المساعدات الخارجية التي تعمل على مساعدة 2.9 مليون نازح لا مأوى لهم بعد تدمير منازلهم.
الدولة الفلسطينية
وفي حواره مع مجلة تايم الأمريكية، كرر نتنياهو رؤيته لما سيحدث بغزة في اليوم التالي لنجاح الجيش الإسرائيلي في انتصاره على حماس،بحسب زعمه، موضحًا أنه سيتوجه إلى الدول العربية للمساعدة في إنشاء كيان حكم مدني فلسطيني لا يهدد إسرائيل، بمعنى وجود إدارة مدنية يديرها سكان غزة، بدعم من الشركاء الإقليميين.
ورفض فكرة إمكان إقامة دولة فلسطينية، وركز على رؤية الحكم الذاتي الفلسطيني، من خلال الجيوب الصغيرة، بحسب "جيروزاليم بوست"، بما في ذلك الضفة الغربية، وعرض خيارًا آخر يتمثل في وجود جيوب محدودة من الحكم الذاتي في المناطق الفلسطينية، لافتًا إلى أنه لا يؤيد دمج الفلسطينيين في الضفة الغربية كمواطنين في إسرائيل.
وزعم نتنياهو أنه يريد من الفلسطينيين أن يديروا حياتهم بأنفسهم وأن يصوتوا لصالح مؤسساتهم، ووجود حكم ذاتي خاص بهم، مع نقص في الصلاحيات السيادية الخاصة بالمسؤولية الأمنية الشاملة التي يجب أن تكون في يد إسرائيل، لعدم إعطاءهم القدرة على تهديدهم.
إرسال الأموال
دافع نتنياهو على سياسته المتمثلة في إرسال الأموال إلى حركة حماس، موضحًا أن دافع إسرائيل كان إنسانيًا، وزعم أن تلك الأموال تستخدم في الخدمات الإنسانية التي من شأنها أن تساعد حماس في تهدئة الاضطرابات الاجتماعية بغزة، والتأكد من أن غزة لديها إدارة مدنية فعّالة لتجنب الانهيار الإنساني.
ورفض نتنياهو الاعتراف بتصريح سابق له، عام 2019، في اجتماع لحزب الليكود، أكد فيه أن "أي شخص يريد إحباط إقامة دولة فلسطينية عليه أن يدعم حماس وتحويل الأموال إليها، هذا جزء من استراتيجيتنا، عزل الفلسطينيين في غزة"، وأنه لم يقل ذلك مُطلقًا.
مزاعم المساعدات
حول المجاعة في غزة وتحذيرات الأمم المتحدة من انعدام الأمن الغذائي لمليوني فلسطيني في القطاع، ردد نتنياهو المزاعم التي تقول إن إسرائيل بذلت جهدها منذ بداية الحرب لتمكين المساعدات الإنسانية من الدخول، وفتح جميع المعابر البرية لتمكين الشاحنات من الدخول والأسواق مليئة بالمواد الغذائية.
ووجهت الأمم المتحدة العديد من النداءات لإسرائيل على رأسهم الأمين العام أنطونيو جوتيريش، بهدف فتح المعابر من الجانب الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واصفًا إغلاق المعابر بأنه يخلق حالة إنسانية يائسة لسكان القطاع.