تسهم المداهمات الإسرائيلية لمدن الضفة الغربية المحتلة، خاصة جنين، في تأجيج العنف المسلح، وتتسبب في خسائر فادحة في الأرواح البشرية، وذلك وفق ما أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد.
ومنذ شروعه في العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مداهمات شبه يومية لبلدات وقرى الضفة الغربية المحتلة، حيث ينكل بالمدنيين ويعتقل العشرات.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن نحو 600 فلسطيني استُشهِدوا في الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء العدوان على غزة، قبل 10 أشهر.
وأوضحت " واشنطن بوست" أن الغارات الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة تتسبب في خسائر فادحة في أرواح المدنيين يوميًا، إذ تخلف مئات الشهداء وأحياء مدمرة، وهي التكتيكات التي يقول السكان إنها تغذي الاستياء، وتسبب المزيد من الاضطرابات.
وأضافت الصحيفة، أنه وفقًا للأمم المتحدة، فإن قوات الاحتلال قتلت 554 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ هجمات السابع من أكتوبر الماضي، وهي أرقام لا تميز بين المدنيين والمقاتلين، لكنها أعلى من أي إجمالي سنوي منذ بدأت الأمم المتحدة في إحصاء الضحايا في عام 2005، كما اعتقلت أو أصابت آلافًا آخرين، في عمليات كاسحة مدعومة بطائرات بدون طيار وطائرات حربية مقاتلة.
ووفقا للصحيفة، تقول إسرائيل التي تحتل الضفة الغربية، إن القوة النارية ضرورية لإحباط أي نشاط مسلح في المنطقة، حيث ينشر جيش الاحتلال كل القدرات المتاحة له، بما في ذلك شن الغارات الجوية.
وردًا على ذلك، نوهت الصحيفة بأن الغارات على المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين لم تفعل الكثير لإخضاع المسلحين، وبدلًا من ذلك، يساعد العنف في زيادة صفوفهم، وتوفير المجندين الجدد الغاضبين من الصراع ودفع الجماعات المتنافسة معًا للتخطيط لهجمات مشتركة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض العمليات الإسرائيلية تستمر لمدة أيام ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه واحتجاز السكان في منازلهم، بينما تحتدم المعارك في الخارج حيث كل منزل تقريبًا مليء بالرصاص، والشوارع متضررة بسبب الجرافات الإسرائيلية التي تبحث عن المتفجرات، ما دفع شباب إلى تشكيل كتيبة تسمى جنين تقوم بدوريات عند مداخل المخيم.