بينما يرى الإسرائيليون أن اتفاق الهدنة والتبادل مع حماس، من شأنه أن يمنع الحرب الواسعة المحتملة، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يرغب في التهدئة.
وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الأمريكي، إن مطالب نتنياهو جعلت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة التبادل، بعيد المنال.
وذكرت المصادر إن كبار مسؤولي الأمن والاستخبارات الإسرائيليين، الذين شاركوا في المفاوضات بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، باتوا مقتنعين بأن نتنياهو قرر أنه لا يريد المضي قدمًا في الصفقة، بغض النظر عن الانطباع الذي تركه للرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال زيارته المكتب البيضاوي قبل 10 أيام.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء السبت، تمسك نتنياهو بالسيطرة على محور "فيلادلفيا" جنوبي قطاع غزة، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس من غزة، ومنع عودة المسلحين الفلسطينيين على حد قولهم، إلى شمالي القطاع.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس السبت، بأن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف جالانت، أبلغ نتنياهو، بعدم وجود سبب أمني يمنع التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، عن مصادر، أنه "خلال اجتماع مغلق، أكد جالانت لنتنياهو، أنه لن يكون هناك اتفاق بالشروط التي طرحتها، وأنت تضع اعتبارات ليست في مصلحة البلاد"، على حد قوله.
فيما نقلت القناة عن نتنياهو، خلال تلك الاجتماعات المغلقة التي عقدت قبل يومين، أنه لابد من ممارسة الضغوط على يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، بدعوى أن هذه الضغوط هي التي ستجبره على إطلاق سراح المحتجزين.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية، مساء السبت، عن مصدر أمني، قوله إن "إبرام صفقة التبادل الآن سيمنع اندلاع حرب إقليمية، وأن نتنياهو لا يريد تقديم تنازلات ويتصرف بقوة مع ملف المحتجزين، ولا يرغب في إبرام تلك الصفقة مع حماس".
وأضافت القناة، على موقعها الإلكتروني، أن "نتنياهو اتخذ قرارًا بالتخلي عن المحتجزين رغم رغبة كل الأطراف في إبرام صفقة مع حماس".
في السياق نفسه، صرح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أمس السبت، بأن نتنياهو، "يواصل تأخير الصفقة الخاصة بإعادة المحتجزين، لأسباب سياسية فقط"، بحسب قوله.
وأضاف لابيد عبر منصة "إكس"، أنه "يتعين على رؤساء الأجهزة الأمنية أن يخرجوا ويخبروا الجمهور بالحقيقة"، موضحًا أنه "إذا كانت الحكومة الإسرائيلية قد تخلت عن المحتجزين، فيتعين عليها أن تكون صادقة مع عائلاتهم وأن تتوقف عن ممارسة الألعاب".
وتظاهر آلاف الإسرائيليين، أمس السبت، في عدة مناطق، للمطالبة بإقالة حكومة نتنياهو، وبإبرام صفقة تبادل أسرى.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إنّ آلاف الإسرائيليين تظاهروا في مدن القدس ورحوبوت، وكفار سابا؛ للمطالبة بإبرام صفقة تبادل.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتِب عليها: "أبرموا صفقة أو استقيلوا"، وفي كفار سابا "تظاهر آلاف الإسرائيليين وطالبوا بإبرام صفقة وإجراء انتخابات مبكرة".
وتجدر الإشارة إلى أن موقف نتنياهو الرافض لاتفاق الهدنة والتبادل مع حماس، يعكس رضوخه لتهديدات الوزيرين المتطرفين في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، بالانسحاب من الحكومة إذا وافق على وقف إطلاق النار في غزة، واستعادة المحتجزين.