قال مندوب فلسطين بالجامعة العربية، السفير مهند العكلوك، إنّ الوضع الذي تعيشه غزة الآن استمرار لمسلسل جريمة الإبادة الجماعية مُكتملة الأركان، مُشيرًا إلى أن إسرائيل ألقت 90 ألف طن من المتفجرات على القطاع، أسفرت عن تدمير 95% من مظاهر الحياة، وسقوط 150 ألف شهيد وجريح ومفقود فلسطيني، فضلًا عن خروج 84% من المنشآت الطبية عن الخدمة.
وفي مقابلة خاصة أجرتها معه الإعلامية، أمل الحناوي، مقدمة برنامج "عن قرب" الذي يعرض على شاشة "القاهرة الإخبارية"، تحدث "العكلوك" عن عملية التجويع الممنهجة التي قتلت أكثر من 50 فلسطينيًا معظمهم من النساء والأطفال، فإسرائيل ترتكب جرائم ضد المفاهيم الإنسانية يشاهدها العالم في صمت.
عرقلة المفاوضات
وبشأن مسار المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العدوان الإسرائيلي، أثنى "العكلوك" على الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية وقطر ويؤيدها جميع الأطراف الفاعلين في المجتمع الدولي، فضلًا عن قرار مجلس الأمن الدولي الذي وضع خارجة طريق لوقف إطلاق النار، لكن أي مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تبوء بالفشل؛ لأن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعمل مع أعضاء حكومته على عرقلة أي إجراءات حتى لو فترة مؤقتة.
وأكد "العكلوك"، أنّ هدف إسرائيل ليس القضاء على حركة حماس بل تريد هزيمة الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية، من خلال التهجير القسري لـمليوني مواطن فلسطيني، والتمهيد لتهجير الشعب في الضفة الغربية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في تأسيس دولة إسرائيلية يهودية بمساحة واسعة.
إقامة دولة فلسطين
صوّت البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بالأغلبية في 18 يوليو الماضي على مشروع قرار يرفض إقامة أي دولة فلسطينية، ويرى المندوب الفلسطيني أنّ حكومة الاحتلال المتطرفة، لم تتوقف وتسعى دائمًا وتقاتل من أجل تدمير أي أسس لقيام دولة فلسطينية، من خلال توسيع للاستيطان الاستعماري واستيلاء أكثر من 800 ألف مستوطن على الأراضي في الضفة الغربية، وتسعى إلى تحويل منطقة (B)إلى منطقة (C) للسيطرة على 18% من أراضي الضفة، واستشهد بخطة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي أعلن عنها في 2017 بأن الضفة جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وأصبحت هذه الخطة منهج حكومة الاحتلال الحالية تطبقها على أرض الواقع.
جهود دبلوماسية
وذكر مندوب فلسطين بالجامعة العربية، أنّ فلسطين تقوم بجهود لفضح الأهداف الإسرائيلية الخبيثة، بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ونجحت فلسطين في وضع إسرائيل على قائمة العار الأممية لقتلة الأطفال، من خلال المدعي العام للجنائية الدولية، الذي أصدر مذكرة اعتقال لرئيس حكومة الاحتلال ووزير دفاعه لارتكابه جرائم حرب، كما كلفت الجامعة العربية في المجموعة العربية في نيويورك، بالبدء في إجراءات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد حان الوقت أن تمتثل إسرائيل لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لأنها أصبحت تهديدًا للاستقرار والأمن والسلم الدوليين، فاستعادة النظام الدولي تتطلب معاقبة إسرائيل على جرائمها.
فشل مخطط التهجير
مندوب فلسطين بالجامعة العربية، بيّن أنّ إسرائيل تخنق الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة من أرضهم، وحوالي 60 منظمة إسرائيلية تعمل بشكل دائم لتهجير المواطنين، ويرى أن الدول الداعمة لإسرائيل تهدم القانون الدولي بعدم تطبيقه، وتل أبيب تحارب العالم والقيم الإنسانية، لكن صمود الشعب الفلسطيني أفشل المخططات الإسرائيلية.
وأشاد "العكلوك" بالدور المصري الذي وقف سدًا منيعًا ضد تهجير الشعب الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية تعتبرها القاهرة جزءًا من الأمن القومي العربي والمصري، واستطاعت مصر التصدي لمخطط التهجير للفلسطينيين.