أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طواقم الدائرتين الوسطى والجنوبية بالقوات النووية التكتيكية الروسية، تدربت على تحميل الرؤوس النووية على الصواريخ وحواملها والتمركز في مواقع الإطلاق ضمن المرحلة الثالثة من مناوراتها.
وجاء في بيان الوزارة: "نفّذ طيران القوات الجوية الفضائية الروسية في إطار المرحلة الثالثة من مناورات القوات النووية غير الاستراتيجية تدريبات على تركيب الرؤوس النووية على الصواريخ الحاملة لها، وتحميل الطائرات بها والانتشار في مناطق الإطلاق".
وأضاف البيان: "تمركزت القوات في مواقع الإطلاق في إطار التدريب على الحفاظ على جاهزية الأفراد والأسلحة النووية غير الاستراتيجية لتنفيذ المهام التي قد توكل لها".
مقاتلات إف 16
وجاء ذلك فيما أعلنت موسكو أن أي طائرات من طراز "إف-16" تُسلم لأوكرانيا "سيتم إسقاطها" مؤكدة أن هذه الطائرات لن تؤثر بشكل كبير في الحرب، وذلك ردًا على تقارير عن وصول أولى تلك الطائرات لكييف.
وسبق أن أشار معهد دراسات الحرب الأمريكي إلى أن وزارة الخارجية الروسية لطالما صرحت بأن بلادها تعتبر أن تسلم كييف المرتقب لطائرات إف-16 الأمريكية يُعد تهديدًا لأمنها القومي.
وأكدت الخارجية الروسية، في بيان لها، في 6 مايو الماضي، أنه من المتوقع أن تظهر طائرات إف-16 متعددة المهام في مسرح العمليات الأوكراني، وأشار الجانب الروسي مرارًا إلى أنه لا يمكنه تجاهل حقيقة أن هذه الطائرات تنتمي إلى منصات مزدوجة التجهيز نووية وغير نووية.
واعتبر البيان، آنذاك، أن الخطوات المتهورة التي تتخذها أوكرانيا والدول الغربية تجعل الوضع أقرب إلى تراكم "كرة حرجة" قابلة للانفجار.
وسبق أن صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن بلاده لا تخطط لمهاجمة أي من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكن إذا ما زوّد الغرب أوكرانيا بمقاتلات إف-16 فإن القوات الروسية ستسقطها.
وأصدر بوتين، في 6 مايو 2024، تعليماته إلى هيئة الأركان العامة بالاستعداد لإجراء مناورات أسلحة نووية غير استراتيجية للتدريب على إعداد واستخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
وجاء ذلك بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونشرها موقع مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، في 2 مايو الماضي، وقال فيها إنه لم يعد ممكنًا استبعاد مبدأ نشر قوات فرنسية في أوكرانيا، كما أعلن وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون، في 2 مايو الجاري، أنه يترك لكييف تحديد أوجه استخدام الأسلحة البريطانية التي تصل إليها، واستخدام الصواريخ في ضرب روسيا.
الردع النووي
وسبق المناورات العسكرية الخاصة بالأسلحة النووية التكتيكية، خطوات منها قيام روسيا بنقل جزء من تلك الأسلحة إلى بيلاروسيا، في مايو 2023.
وانسحبت موسكو من معاهدة حظر التجارب النووية في 10 أكتوبر 2023؛ وهو ما يُعد انتكاسة أخرى لضبط التسلح النووي. وسبق ذلك الانسحاب تعليق موسكو مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" في فبراير 2023.
الأسلحة النووية التكتيكية
والأسلحة النووية التكتيكية لها رؤوس حربية أصغر وهي مصممة لتحقيق هدف محدد في ساحة المعركة، مقارنة بالقنابل الاستراتيجية التي تهدف إلى استهداف وتدمير مدن بأكملها، وحث مؤيدو الحرب في الكرملين مرارًا وتكرارًا على استخدام الأسلحة النووية داخل وخارج أوكرانيا.
ولا توجد بيانات مفصّلة عن الأسلحة النووية التكتيكية لأنه لم تشملها مطلقًا أي معاهدات دولية، لكن مراكز دراسات روسية وغربية مستقلة تتحدث عن أن الولايات المتحدة -على سبيل المثال- مسلحة بـ230 قنبلة ذات سقوط حر، 100 منها موجودة في قواعد في أوروبا.
أما بالنسبة لروسيا التي تمتلك مجموعة واسعة من هذه الأسلحة -وفق المراكز ذاتها- فتختلف التقديرات هنا بشكل كبير من 860 إلى 1912 وحدة.
وأجرت روسيا مرارًا وتكرارًا تدريبات نووية بينما هدّد بوتين بتنفيذ ضربات ردًا على الدعم الغربي لأوكرانيا، وأصدرت وزارة الدفاع في موسكو لقطات في مايو الماضي، لقواتها وهي تتدرب على ضربات عبر الحدود في أوكرانيا باستخدام صواريخ إسكندر المجهزة برؤوس نووية "لأغراض خاصة".
وجاءت تلك التدريبات بعد أيام من تهديد بوتين باستئناف إنتاج الأسلحة النووية متوسطة المدى ردًا على عمليات نشر الصواريخ المخطط لها من قِبل الولايات المتحدة في أوروبا.