"لا أحد فوق القانون".. بهذه الكلمات عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن رغبته في إجراء ما وصفه بسلسلة من الإصلاحات في المحكمة العليا الأمريكية، وإجراء تعديلات بهدف حماية الديمقراطية، بجانب تعديل دستوري لإزالة الحصانة عن جرائم الرؤساء الأمريكيين خلال ولاياتهم.
ويعتبر تعديل الدستور في الولايات المتحدة أمرًا شاقًا، حيث لابد أن ينال أي اقتراح أغلبية ثلثي الأصوات في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أو أن يتم طلب عقد مؤتمر دستوري من قبل 34 ولاية، وبحسب الجارديان البريطانية يتعين بعد ذلك على 38 هيئة تشريعية الموافقة عليه في الولايات الخمسين.
الحصانة الرئاسية
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن الأمة الأمريكية تأسست على مبدأ بسيط وعميق، وهو أن لا أحد فوق القانون بداية من الرئيس وحتى القضاء في المحكمة العليا، لافتًا إلى أنه يحترم المؤسسات وفكرة فصل السلطات بشكل كبير.
وكانت المحكمة العليا الأمريكية قضت في حكم تاريخي، بأن الرؤساء السابقين يتمتعون بالحصانة المطلقة فيما يتعلق بالتصرفات الرسمية، ولكن ليست لديهم حصانة فيما يتعلق بالتصرفات الخاصة، وذلك في القضية الجنائية ضد ترامب التي تم اتهامه فيها بالتآمر لإلغاء خسارته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
المحكمة العليا
وقال بايدن أيضًا إن مدة ولاية القضاة يجب أن تقتصر على 18 عامًا، بموجب نظام يتم بموجبه تعيين قاضٍ جديدٍ في المحكمة العليا من قبل الرئيس كل عامين، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن ليس طبيعيًا، وهو يقوض ثقة الجمهور في قرارات المحكمة، داعيًا إلى وضع قواعد أكثر صرامة تلزم القضاة بالكشف عن الهدايا، والامتناع عن النشاط السياسي، واستبعاد أنفسهم من القضايا التي يكون لهم أو لزوجاتهم مصلحة مالية فيها.
وتعرض عدة قضاة في المحكمة العليا لسلسلة من الفضائح، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، تورط فيها قضاة من اليمين، حيث تلقوا تبرعات من أحد الجمهوريين الكبار خلال سفرياتهم وإجازاتهم، بينما سافر آخر على طائرة خاصة يملكها ملياردير خلال رحلة صيد.
سلطة الشعب
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده أن بايدن يشارك اعتقاد المؤسسين بأن سلطة الرئيس محدودة وليست مطلقة، ويجب أن تكون في النهاية بيد الشعب، لافتًا إلى أنه يدعو إلى تعديل دستوري يوضح أنه لا يوجد رئيس فوق القانون أو محصن من الملاحقة القضائية عن الجرائم التي ارتكبها أثناء وجوده في منصبه.
ولفت إلى أن بايدن سوف يدافع عن هذه الإصلاحات خلال كلمة يلقيها في مكتبة جونسون الرئاسية في أوستن بولاية تكساس، مُشيرًا إلى أن أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنح قضاة المحكمة العليا مقاعد مدى الحياة، حيث يريد فرض قيود على مدة ولاية المحكمة، مثلما تم فرض القيود على فترة الرئاسة، وسيضغط على الكونجرس من أجل ذلك.