تستهدف الحملة الانتخابية لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، استمالة "النساء البيض"، واللاتي يمثلن كتلة تصويتية غالبًا ما تذهب للمرشحين الجمهوريين في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وبعد نجاح الدعوة الافتراضية لحشد "الناخبات السود" لصالح هاريس، أقامت حملة المرشحة الديمقراطية المحتملة فعالية مماثلة حضرها أكثر من 160 ألف شخص، أمس الأول الخميس، واستهدفت النساء البيض، ويبدو أنها حطمت الأرقام القياسية.
وذكرت صحيفة "ذا جارديان" أن النساء البيض سيكنّ عنصرًا ديموغرافيًا رئيسيًا في فوز الديمقراطيين في هذه الانتخابات.
وجاء في المنشور الافتراضي لفعالية تدعو النساء البيض، اللواتي تميل غالبيتهن إلى التصويت للجمهوريين، إلى التعبئة من أجل هاريس، وجرى تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي: "حان دورنا للحضور.. لذا هذا ما نفعله.. حددوا هذا التاريخ والوقت".
ودعا المنشور "النساء البيض.. لبوا النداء" إلى ندوة عبر تطبيق "زووم" مستوحاة من النداء الذي لبته النساء السود في وقت سابق من هذا الأسبوع، وشهدت انضمام 164 ألف امرأة بيضاء، وهو ما يُقال إنه سجل رقمًا قياسيًا عالميًا باعتباره أكبر اجتماع عبر تطبيق "زووم" في التاريخ، وتم جمع ما يقرب من 2 مليون دولار لهاريس في أقل من ساعتين، ليلة الخميس.
واستضافت ندوة "النساء السود" عبر تطبيق زووم، منظمة "الفوز مع النساء السود"، وهي مجموعة من القيادات والمنظمات النسائية السوداء، وشهدت مشاركة 44000 سيدة، وجمعت أكثر من 1.5 مليون دولار لحملة هاريس الناشئة. وعشرات الآلاف من السيدات اللواتي لم يتمكن من الوصول إلى تلك المكالمة قمنّ ببثها عبر منصات أخرى مثل TwitchوClubhouse وYouTube.
ونجحت حملة "الفوز مع الرجال السود" المستوحاة أيضًا من الدعوة مع النساء السود في جمع أكثر من 1.3 مليون دولار لدعم هاريس من أكثر من 17 ألف متبرع.
ونظمت شانون واتس، وهي ناشطة بارزة في مجال مكافحة الأسلحة، فعالية، أمس الأول الخميس، شارك فيها متحدثون من بينهم الممثلة كوني بريتون، ونجمة كرة القدم الأمريكية السابقة ميجان رابينو، وعضوة مجلس النواب الأمريكي ليزي فليتشر، والمغنية بينك.
وغردت واتس قائلة، إن المجموعة جمعت أكثر من 8.5 مليون دولار بحلول ظهر أمس الجمعة.
وأظهرت استطلاعات الرأي، أن 52% من النساء البيض المؤهلات للتصويت في عام 2016 أدلين بأصواتهن لصالح دونالد ترامب، وهو الرقم الذي ساعد على الأرجح في ترجيح كفة الانتخابات لصالحه.
وفي ذلك الوقت، كان ترامب يترشح ضد الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي كانت تأمل أن تكون أول سيدة ترأس الولايات المتحدة، وفي عام 2020، صوتت أغلبية النساء البيض لصالح ترامب مرة أخرى.
وحسب مركز المرأة الأمريكية والسياسة في جامعة روتجرز، صوتت أغلبية النساء البيض لصالح المرشح الجمهوري منذ الانتخابات الرئاسية عام 2000 عندما كانت النساء البيض منقسمات بالتساوي تقريبًا بين الديمقراطي آل جور والفائز الجمهوري جورج دبليو بوش.
وعلى النقيض من ذلك، دعمت أغلبية كبيرة من النساء السود واللاتينيات والآسيويات المرشح الديمقراطي طوال الفترة الزمنية التي كانت البيانات المقسمة حسب الجنس والعرق متاحة فيها.
ولا تأمل "واتس" أن يكرر التاريخ نفسه، وكتبت على "إنستجرام": "أيتها النساء البيض: يمكننا ويجب علينا إصلاح هذا، وهذا يبدأ بالتعبئة مثل النساء السود"، وأضافت: "إن تصويت النساء البيض للجمهوريين، حتى عندما يبدو أنه ضد مصالحهن الفضلى، هو ظاهرة معقدة تتأثر بالامتياز والعنصرية المنهجية والتمييز على أساس الجنس والانتماءات الدينية، وبالطبع النظام الأبوي".
وتابعت: "لسنا مجموعة متجانسة، فأنماط التصويت لدينا تنقسم عادة على أساس الدين والتعليم والحالة الاجتماعية، وهذا الانقسام لا يجعلنا كتلة تصويتية حاسمة فحسب، بل كتلة غير متوقعة.. حتى التحولات الصغيرة في سلوكنا التصويتي يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على نتائج الانتخابات".
وأضافت واتس: "بعبارة أخرى، إذا بدأنا في القيام بالعمل الآن، فيمكننا إحداث تحول في زخم التصويت من شأنه أن يساعد النساء السود على انتخاب نائبة الرئيس هاريس كرئيسة في غضون 100 يوم فقط".