الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد دعوتها لوقف الحرب على غزة.. اليمين المتطرف في إسرائيل يهاجم "هاريس"

  • مشاركة :
post-title
كامالا هاريس وبنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أثارت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، غضب وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال، عندما أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه "حان الوقت لإبرام هذا الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة".

وهاجم الوزيران المتطرفان في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية) وإيتمار بن جفير (وزير الأمن القومي)، هاريس على خلفية تصريحاتها بشأن غزة، عقب لقائها نتنياهو.

ويأتي ذلك، بعدما قالت هاريس إنها أعربت لنتنياهو خلال اجتماعها به، أمس الأول الخميس، عن "قلقها العميق" إزاء عدد الضحايا في غزة، مضيفة: "لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي.. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح مخدرين تجاه المعاناة، وأنا لن أصمت إزاء ذلك". وأضافت أنها أبلغت نتنياهو، أنه "حان الوقت لإبرام هذا الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وبعد اجتماع قصير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وصفته هاريس بأنه "صريح وبناء"، قالت نائبة الرئيس الأمريكي، إن "الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب، وإنهاءها بطريقة تجعل إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح جميع المحتجزين، وتنتهي معاناة الفلسطينيين في غزة، ويتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير".

وقال سموتريتش في هذا الشأن: "لقد كشفت كامالا هاريس للعالم بأسره ما كنت أقوله منذ أسابيع، ما هو السبب الحقيقي وراء الصفقة، الاستسلام لزعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، ووقف الحرب بطريقة تسمح لحماس بإعادة التأهيل، والتخلي عن معظم المحتجزين.. يجب ألا نقع في هذا الفخ!".

من جهته، قال بن جفير موجهًا تصريحاته لهاريس، في منشور عبر صفحته على منصة "إكس": "لن يكون هناك وقف للحرب، سيدتي المرشحة".

وكان بن جفير غرد في وقت سابق دعمًا لخطاب نتنياهو الناري أمام الكونجرس هذا الأسبوع، إذ تجنب رئيس حكومة الاحتلال ذكر وقف إطلاق النار، وهاجم المحكمة الجنائية الدولية وادعى أن "النصر في الأفق".

وهاجم أحد المسؤولين الإسرائيليين هاريس، معتبرًا أن تصريحاتها من شأنها أن تمنع صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وكشف المسؤول عن أن "تصريح هاريس بعد اللقاء كان أكثر انتقادًا بكثير مما قالته لنتنياهو في الغرفة المغلقة".

واتهم مسؤول إسرائيلي -لم يُكشَف عن اسمه- هاريس بتعريض صفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وحاملي الجنسيتين المزدوجة في غزة للخطر.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المسؤول قوله: "نأمل ألا تفسر حماس التصريحات التي أدلت بها هاريس في مؤتمرها الصحفي على أنها خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة".

وكانت زيارة نتنياهو، وهي الأولى له إلى الخارج منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، مثيرة للانقسام في واشنطن، وفي الداخل منذ غادرت طائرته الوزارية المدرج في تل أبيب، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه في حين أشاد أنصار نتنياهو بخطابه أمام الكونجرس، وخاصة هجماته على إيران، أعربت مجموعة متزايدة من المنتقدين فضلًا عن العديد من أسر المحتجزين عن خيبة أملهم بسبب فشله في إعلان وقف إطلاق النار لإعادة المحتجزين أثناء وجوده في واشنطن، وكذلك تأخير إرسال المفاوضين الإسرائيليين، الذي كان من المقرر أن يصلوا إلى الدوحة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الفلسطيني خافيير أبو عيد، إن خطاب نتنياهو لم يؤد إلا إلى تعميق العداء تجاهه، وأضاف: "لا أعتقد أن أحدًا صدّق كلمة واحدة مما قاله نتنياهو... فهو لم يتحدث عن السياسة، بل كان مجرد مزيج من الشعارات.. وكان ذلك مهينًا ليس فقط لضحايا هذه الحرب الفلسطينيين، بل وللمواطنين الأمريكيين الذين يتظاهرون من أجل الحقوق الفلسطينية".

كما انتقد يائير لابيد، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، خطاب نتنياهو. وقال على "إكس": "سمعنا نتنياهو يتحدث عن السابع من أكتوبر، وكأنه لا يعرف من هو رئيس الوزراء ومن المسؤول عن الكارثة.. لقد أتيحت لنتنياهو الفرصة للإعلان عن قبوله للصفقة وإعادة المحتجزين قبل أن يموتوا جميعًا في الأنفاق، لكنه لم يفعل ذلك".

وأعربت عائلات وأنصار بعض المحتجزين الـ114، الذين لا يزالون في غزة، عن غضبهم إزاء عدم إعلان وقف إطلاق النار. وطالب منتدى أهالي المحتجزين الإسرائيليين بعقد اجتماع عاجل مع مفاوضي المحتجزين، ووصف التأخير في إرسال وسطاء إسرائيليين إلى الدوحة بأنه "تخريب متعمد لفرصة إعادة أحبائنا".

وطالبت المجموعة جهاز الاستخبارات الموساد، المسؤول عن المفاوضات، بـ"تقديم تقرير صادق إلى الرأي العام الإسرائيلي حول من يعرقل الصفقة ولماذا".

ويواجه نتنياهو اتهامات بتأخير اتفاق وقف إطلاق النار لإرضاء ائتلافه اليميني المتطرف، وإطالة أمد بقائه في منصبه، فيما يهدد الوزراء المتطرفون في حكومته بالانسحاب، إذا تم إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.