اعتبر خبراء أمنيون أنّ تخريب خطوط السكك الحديدية الفرنسية عن طريق سرقة كابلات إلكترونية وإشعال النيران تحركها أيادٍ خفية، هدفه إرباك الأمن الفرنسي وإظهاره عاجزًا ومضطربًا قبل ساعات من بدء مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، في الوقت الذي تجري السلطات الفرنسية تحقيقات موسعة لتحديد المسؤولين عن الهجمات.
أمر استثنائي
وفي هذا السياق، قالت عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي نتالي غوليه لـ "القاهرة الإخبارية"، إنّ هناك تعبئة عامة أعلنتها فرنسا خصوصًا بعد أعمال التخريب التي نفذها بعض الأفراد، وأجهزة الاستخبارات تجري تحقيقات لمعرفة ملابسات الأعمال التخريبية في باريس.
وأضافت أنَّ علينا انتظار التحقيقات، والأجهزة الأمنية والاستخباراتية بذلت جهودًا كبيرة لافتتاح الدورة الأولمبية، وترى أن الأعمال التخريبية التي جرت ربما تكون ذات صلة بأمور سياسية ولا يجب حل المسائل السياسية في الشارع الفرنسي لا سيما قبل افتتاح الأولمبياد.
وأوضحت أنّ ما حدث في باريس يُعد أمرًا استثنائيًا ونرحب بجميع الضيوف المشاركين بالأولمبياد، مشيرة إلى أنّ هناك فئة بعينها هدفها زعزعة الشعب الفرنسي، وفرنسا تسعى جاهدة لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية في باريس بشكل لائق.
عجز الشرطة الفرنسية
وذهب بعض المحللين والخبراء الأمنيين بعيدًا باتهام أيادٍ خارجية هدفها تشويه صورة فرنسا خارجيًا، بحسب الدكتور ألبير فرحات، خبير الدراسات الأمنية، في حديثه لـ "القاهرة الإخبارية"، مؤكدًا أنّ هذه الأيادي هدفها إرباك السلطات الأمنية الفرنسية وإظهارها بأنها غير قادرة على ضبط المناسبات والفعاليات الدولية.
وأوضح "ألبيرت" أنّ فرنسا تعرف دورها الذي تلعبه على صعيد بعض القضايا الدولية الأمر الذي يؤثر عليها خصوصًا في المناسبات الدولية، لافتًا إلى أنّ اليسار المتطرف أحد الأسباب في الهجوم على السكك الحديدية الفرنسية بسبب الانتخابات النيابية الأخيرة وخسارة فريق الرئيس الفرنسي.
وذكر أنّ الحرائق التي تعرضت لها السكك الحديدية تكشف عن نية حقيقة للتخريب والتخطيط لعرقلة تنقل وفود دورة "الألعاب الأولمبية باريس 2024"، الأمر الذي يدفع السلطات بنقل وفود الأولمبياد عبر الطائرات.
وأكد أن الحرائق استهدفت مركبات كهربائية وإلكترونية لتحويل الخطوط وتشغيل أجهزة الكمبيوتر التي تحرك هذه السكك الحديدية.
استنفار أمني ضخم
من جانبه، أكد الدكتور عبدالرحمن مكاوي، خبير الدراسات الأمنية، أنَّ فرنسا أعلنت حالة استنفار أمني ضخم خصوصًا بعد توصل الاستخبارات الفرنسية إلى أنّ "داعش خراسان" تحضر لشيء ما.
وفي حديثه لـ "القاهرة الإخبارية"، أكد أن جميع الخبراء توقعوا بحدوث أعمال تخريبية هدفها إرباك الأمن الفرنسي وتهديده وظهر في بعض التسجيلات والفيديوهات التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية الفرنسية.
وأوضح أنَّ ما حدث كان متوقعًا وجار السيطرة عليه وإصلاح العطل الذي تعرضت له خطوط السكك الحديدية، ولكن ينبغي الإشارة إلى أن باريس كانت تنتظر بعض التهديدات من بعض التنظيمات الإرهابية التي هددت بإفشال أولمبياد باريس بكل السبل الممكنة.
واستبعد الخبير الأمني تأثر دورة الألعاب الأولمبية بالهجوم الذي استهدف السكك الحديدية خصوصًا أنّ السلطات تمكنت من تقسيم المناطق إلى حمراء وخضراء ورمادية ووفقًا لتصريحات أمنية.
فتح تحقيق موسع
من جانبه، أوضح خالد شقير، مراسل "القاهرة الإخبارية" في فرنسا، إنَّ تعزيزات أمنية فرنسية إضافية تنتشر في محطات القطارات بعد أعمال التخريب، كما بدأت السلطات التحقيقات لكشف تفاصيل أعمال التخريب التي تعرضت لها السكك الحديدية.
وذكر "شقير" أنّ وزير النقل الفرنسي كشف بوجود أدلة بأن الهجمات على القطار السريع متعمدة لكن حركة القطارات إلى سويسرا لم تتأثر بالاضطرابات في شبكة السكك الحديدية هناك.
وأشار إلى أن الاضطرابات في حركة القطارات عالية السرعة قد تستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على الأٌقل.
وأعلنت شركة السكك الحديد الفرنسية "إس إن سي إف" تعرضها ليل الخميس الجمعة إلى "هجوم ضخم" يهدف إلى شل شبكتها التي تشهد "اضطرابًا شديدًا"، قبل ساعات من بدء مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.
وقالت شركة السكك الحديد في بيان إن "العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة" أثرت على خطوطها الأطلسية والشمالية والشرقية، موضحة أن "حرائق متعمدة أضرمت بهدف الإضرار" بمنشآت الخطوط السريعة.
وأشارت الشركة إلى أن فرقه "متواجدة على الميدان لإجراء التشخيص وبدء الإصلاحات"، لكن "هذا الوضع يتوقع أن يستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على الأقل لإجراء الإصلاحات".