أعلنت وزارة العدل الأمريكية، أمس الخميس، إلقاء القبض على اثنين من كبار زعماء عصابة "سينالوا" المكسيكية للمخدرات في مدينة "إل باسو" بولاية تكساس.
وتضمنت عملية الاعتقال إسماعيل زامبادا جارسيا، المعروف باسم "إل مايو"، المؤسس المشارك للعصابة، وخواكين جوزمان لوبيز، نجل زعيم المخدرات المسجون خواكين جوزمان "إل تشابو"؛ وفق المدعي العام ميريك جارلاند.
وقال مسؤول فيدرالي مكسيكي لوكالة "أسوشيتد برس" إن زامبادا وجوزمان لوبيز وصلا إلى الولايات المتحدة على متن طائرة خاصة، وسلما نفسيهما للسلطات.
ويواجه الرجلان، وهما من بين أقوى تجار المخدرات في المكسيك، اتهامات متعددة في الولايات المتحدة بتهمة قيادة العمليات الإجرامية للعصابة المهيمنة، بما في ذلك شبكات تصنيع وتهريب مخدر "الفنتانيل" القاتل، وفقًا لبيان وزارة العدل.
ووُجهت إلى زامبادا جارسيا، الشريك السابق لـ "إل تشابو"، عدة اتهامات فيدرالية على مدى عقدين من الزمن بسبب انتهاك قوانين المخدرات الأمريكية؛ وكانت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) قد عرضت مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وتزعم وزارة الخارجية الأمريكية أن لديه "مساحات واسعة من العقارات"، وهو مالك شركة كبيرة للحليب، وخط حافلات، وفندق.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، إن زامبادا وجوزمان لوبيز أشرفا على تهريب "عشرات الآلاف من أرطال المخدرات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب العنف المرتبط بها"، مضيفًا أنهما الآن "سيواجهان العدالة في الولايات المتحدة".
ويأتي اعتقال زامبادا بعد اعتقالات مهمة لشخصيات أخرى في عصابة "سينالوا"، بما في ذلك أحد أبنائه وابن آخر لـ "إل تشابو"، وهو أوفيديو جوزمان لوبيز، الذي أقر نجل بالذنب في المحكمة الفيدرالية الأمريكية في سان دييجو في عام 2021 لكونه زعيمًا لعصابة "سينالوا".
وفي السنوات الأخيرة، قاد أبناء "إل تشابو" فصيلاً من العصابة يُعرف باسم "تشابو الصغير"، والذي تم تحديده كمصدر رئيسي للفنتانيل إلى السوق الأمريكية. وقد اعتُبِر أفراد هذه الجماعة أكثر عنفًا واستعراضًا من جماعة زامبادا. وقد اعتقلت السلطات المكسيكية رئيس أمنهم في نوفمبر.
ونقلت "بوليتيكو" عن مايك فيجيل، رئيس العمليات الدولية السابق في إدارة مكافحة المخدرات، إن اعتقال زامبادا مهم ولكن من غير المرجح أن يكون له تأثير كبير على تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وقال: "هذا لن يؤثر على تجارة المخدرات، لأن شخصًا ما من داخل العصابة سيحل محله".
زعيم تقليدي
يعتبر "الفنتانيل" هو السبب الرئيسي للوفاة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا في الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير صادر عن الكونجرس. وتعتبر عصابة "سينالوا" أحد أكبر منتجي ومهربي هذا المخدر إلى البلاد.
وتظهر بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن هناك ما يقدر بنحو 107,543 حالة وفاة بسبب جرعات زائدة من المخدرات في عام 2023، وكان حوالي 74,702 منها بسبب الفنتانيل.
وقال المدعي العام ميريك جارلاند في بيان: "الفنتانيل هو أخطر تهديد للمخدرات واجهته بلادنا على الإطلاق، ولن ترتاح وزارة العدل حتى يتم محاسبة كل زعيم أو عضو أو شريك في العصابة المسؤولة عن تسميم مجتمعاتنا".
وكان المسؤولون الأمريكيون يسعون إلى القبض على زامبادا لسنوات، وقد وجهت إليه اتهامات في عدد من القضايا بالولايات المتحدة. وفي فبراير، وجهت إليه اتهامات في المنطقة الشرقية من نيويورك بالتآمر لتصنيع وتوزيع الأفيون الصناعي.
وقال ممثلو الادعاء إن زامبادا يواصل قيادة عصابة سينالوا "أحد أعنف منظمات الاتجار بالمخدرات وأكثرها قوة في العالم". حيث يعتبر العقل الاستراتيجي، وكان أكثر انخراطًا في العمليات اليومية من رئيسه الأكثر شهرة والأكثر بريقًا، "إل تشابو"، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة في عام 2019.
ووصفت "بوليتيكو" زامبادا بأنه "زعيم عصابة تقليدي في عصر زعماء العصابات الشباب، المعروفين بأسلوب حياتهم المترف، الذي يعتمد على التنقل بين النوادي، والتكتيكات الوحشية المتمثلة في قطع رؤوس منافسيهم وتقطيع أوصالهم وحتى سلخ جلودهم".
وفي حين حارب زامبادا أولئك الذين تحدوه، فإنه معروف بتركيزه على الجانب التجاري من عمليات المخدرات، وتجنب عنف العصابات المروع الذي من شأنه أن يلفت الانتباه.