بعد أربعة أيام من الأسبوع الأكثر أهمية في حياة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس السياسية، واجهت القضية الأكثر خطورة في السياسة الخارجية، من خلال تأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها تارة وضرورة عدم الصمت عن المعاناة الكبيرة والمآسي التي سببتها الحرب على غزة تارة أخرى.
وبعد أن أصبحت "هاريس" المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي، يتعين عليها أن تحدد نوع السياسة التي ستسير عليها في هذه القضية وكل القضايا الأخرى، بينما يظل بايدن في البيت الأبيض يحاول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع المنكوب.
المعاناة في غزة
وتعهدت المرشحة المفترضة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، في تصريحات للصحفيين بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدم الصمت إزاء المعاناة في غزة وسط الحرب التي أطلقتها إسرائيل على القطاع، قائلة إنها أعربت لنتنياهو عن "قلقها الشديد" وأخبرته أنه حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وفق "سي إن إن".
وقالت هاريس: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وكيفية القيام بذلك مهمة، فما حدث في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية مدمر"، وأضافت "إن صور الأطفال القتلى والجوعى اليائسين الذين يفرون بحثًا عن الأمان، والذين نزحوا في بعض الأحيان للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، لا يمكننا أن نتجاهل هذه المآسي، ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح غير مبالين بالمعاناة، ولن أصمت".
إصرار على إنهاء الحرب
وقدمت تعليقات هاريس أوضح تفسير حتى الآن لآرائها بشأن الصراع بينما تعمل على تحقيق التوازن في القضية التي لم تقسم البلاد فحسب بل تسببت في احتكاك داخل الحزب الديمقراطي، ورددت تعليقات بايدن المتكررة حول "الدعم القوي" و"الالتزام الثابت" لإسرائيل، لكنها عبرت عن إصرارها على إنهاء الحرب.
واستذكرت هاريس تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار المقترح المدعوم من الولايات المتحدة وصفقة المحتجزين قائلة: "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب، بطريقة تضمن أمن إسرائيل، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، لتنتهي معاناة الفلسطينيين في غزة، ويتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير".
صفقة المحتجزين
وقالت نائبة الرئيس الأمريكي إن هناك "حركة أمل" في المحادثات وإنها حثّت رئيس الوزراء الإسرائيلي على إنهاء الصراع، وأضافت: "كما قلت لرئيس الوزراء نتنياهو، فقد حان الوقت لإتمام هذه الصفقة، لذا، لكل من دعا إلى وقف إطلاق النار، ولكل من يتوق إلى السلام، أنا أراكم وأسمعكم".
وأوضحت "هاريس"، أن "إدارة بايدن تعمل على إعادة المحتجزين الأمريكيين في غزة إلى الوطن"، وفي لحظة بارزة قرب نهاية تصريحاتها، قالت للصحفيين إنه "من المهم للشعب الأمريكي أن يتذكر أن الحرب في غزة ليست قضية ثنائية".
وقالت: "دعونا جميعًا ندين الإرهاب والعنف، دعونا جميعًا نفعل ما بوسعنا لمنع معاناة المدنيين الأبرياء، دعونا ندين معاداة السامية وكراهية الإسلام والكراهية من أي نوع، دعونا نعمل على توحيد بلدنا".