مع اقتراب حصول نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، على ترشيح الديمقراطيين لخوض سباق الرئاسة الأمريكية أمام المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بدأت خطوط المواجهة ترتسم بين المتنافسين على تذكرة دخول البيت الأبيض، وحظوظهما في الفوز بسدة حكم الولايات المتحدة.
تبرعات قياسية
وسجلت هاريس رقمًا قياسيًا في جمع التبرعات بلغ 81 مليون دولار في 24 ساعة فقط، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحابه من سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2024.
وقالت حملة هاريس الانتخابية، أمس الاثنين، إنها وبالتعاون مع واللجنة الوطنية الديمقراطية جمعتا 81 مليون دولار في أول 24 ساعة بعد انسحاب بايدن وإعلان دعمه لها.
وأشارت حملة هاريس إلى أن أكثر من 888 ألف مانح على مستوى القاعدة قدموا تبرعات خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث قدم 60% مساهمتهم الأولى في دورة الحملة الانتخابية لعام 2024.
ويعتقد خبراء في الانتخابات، أن هذا الرقم القياسي في جمع التبرعات، يعتبر مؤشرًا إيجابيًا على إمكانية أن تنجح هاريس في لم شمل الحزب الديمقراطي وإقناع الأعضاء والناخبين على الالتفاف حولها لهزيمة ترامب.
نقاط ضعف ترامب
وتعتبر صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الحزب الديمقراطي يرى في هاريس، فرصة لتحويل انتباه الناخبين مرة أخرى، للتركيز على نقاط ضعف ترامب (78 عاما)، بعد أن كان الحزب يكافح خلال حملة بايدن، من أجل "تركيز الانتباه على السباق بصفته فرصة للاختيار بين رؤيتين مختلفتين جذريًا، بدلًا من كونه استفتاءً على عمر بايدن وقدراته".
وحسب الصحيفة، يأمل الديمقراطيون بأن تتمكن هاريس (59 عامًا)، المدعية العامة السابقة التي تصغر ترامب بنحو عقدين، من استخلاص مجموعة جديدة من التناقضات والاستفادة من الحجج التي كانت بعيدة عن متناول بايدن (81 عامًا)، بشأن منافسها الجمهوري، بدءًا من قضية السن ووصولًا إلى المسائل السياسية والشخصية.
من جانبهم، يخطط الجمهوريون، وفق "نيويورك تايمز"، للقول إن هاريس "لا تزال تركز على القضايا التي لا تهم الناخبين، كما كان سجل بايدن".
وتظهر استطلاعات الرأي أن ترامب "يتمتع بمزايا كبيرة في العديد من القضايا الأكثر أهمية للناخبين مثل التضخم والهجرة، بخلاف حقوق الإجهاض"، حسب "نيويورك تايمز".
لكن في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة، عبر مقابلات مع أعضاء بالحزب الديمقراطي، إلى "حرصهم على جعل السباق يدور حول الشخصية والخبرة، بما في ذلك خلفية هاريس في مجال إنفاذ القانون، بالمقارنة مع قائمة المشاكل القانونية التي يواجهها ترامب".
ونقلت الصحيفة عن مارسيا فودج، وزيرة الإسكان السابقة في إدارة بايدن، قولها: "إن هاريس مدعية عامة سابقة وترامب مجرم مدان. إذا كان هناك خيار كبير على الإطلاق، فهذا هو".
وأدين المرشح الجمهوري في 30 مايو الماضي، بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية عام 2016.
لكن الآن، ومع انسحاب بايدن واقتراب هاريس من الفوز بتذكرة الترشيح، يتحرك الديمقراطيون للاستفادة من الوضع الجنائي لترامب، حيث يصفون هاريس بأنها مرشحة "سيادة القانون"، و"التأكيد على أن ترامب سعى إلى قلب نتائج انتخابات حرة في 2020".
وقبل انتخابها لمجلس الشيوخ في 2016، عملت هاريس كمدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو ومدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وقال المتحدث باسم حملتها، عمار موسى، إن نائبة الرئيس ستؤكد على "التباين" بينها وبين ترامب. وأضاف في بيان: "لقد احتجزت نائبة الرئيس كامالا هاريس، المجرمين طوال حياتها المهنية، ولن يكون دونالد ترامب مختلفا. لقد كرست هاريس حياتها المهنية لتحسين حياة العماّل، بينما يهتم ترامب بنفسه فقط".
ترامب يتفوق في استطلاعات الرأي
وتقول نتائج استطلاع "نيويورك تايمز"، إن هاريس تتخلف بنحو نقطتين مئويتين عن ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة. وأشارت النتائج إلى أن هاريس حصلت على 46% مقارنة بـ 48% لترامب، وهذا فعليًا يعد أفضل قليلًا مقارنة بما حققه بايدن الذي تخلف عن ترامب بثلاث نقاط، إذ جاءت النتيجة 44% للرئيس الأمريكي مقارنة بـ 47% للمرشح الجمهوري.
ووفق شبكة "آي بي سي نيوز" الأمريكية، فإن ترامب يحتفظ بتقدم طفيف على هاريس، في معظم الاستطلاعات، إذ يظهر متوسط نتائج هذه مجموعة من الاستطلاعات التي حللتها الشبكة أن ترامب يتفوق على هاريس بنحو 1.6 نقطة، فيما تشير مجموعة أخرى من الاستطلاعات إلى أن الفارق أكبر بمتوسط يصل إلى 2.7 نقطة.
وكشف استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بعد مناظرة بايدن وترامب أن 35% من الناخبين ينظرون إلى هاريس بشكل إيجابي و58% ينظرون إليها بشكل سلبي. وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز-إبسوس الأسبوع الماضي تقاربًا بين هاريس وترامب.
وأظهر استطلاع وطني أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، والذي تم إجراؤه أيضًا قبل محاولة اغتيال ترامب، أن بايدن وهاريس يتخلفان عن المرشح الجمهوري بنقطتين. وفي الوقت نفسه، لا يزال المراهنون يرون أن هناك فرصة كبيرة لفوز ترامب.
هاريس تتفوق في فئات ديموجرافية
وتقول أرقام الاستطلاعات، إن هاريس قد تتفوق على ترامب في فئات ديموجرافية معينة. وتظهر النتائج العامة للاستطلاعات التي تجريها مؤسسات بحثية مختلفة أن هاريس سجلت أداء أفضل بين النساء والأشخاص الملونين مقارنة ببايدن.
ومن النتائج اللافتة أن أحد الاستطلاعات أظهر تقدم هاريس على ترامب بين النساء بنسبة 8%، حيث كانت النتيجة 52% لنائبة الرئيس، مقابل 44% للمرشح الجمهوري.
ويقول خبراء إن هذه الفوارق التي تسجلها هاريس بين الفئات المختلفة، مثل النساء، ستكون مقلقة لترامب في الولايات المتأرجحة، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مصير المتنافسين.
ويقول تقرير لشبكة "آي بي سي نيوز"، إن هاريس تكتسب زخمًا بين الناخبين الديمقراطيين والمستقلين، وهو ما يعني أن هاريس قد ينظر إليها أنها شخصية تجمع الديمقراطيين وترفع حظوظهم في استقطاب الناخبين غير الراضين عن بايدن وترامب في آن معًا.
ويقول خبراء في الانتخابات واستطلاعات الرأي، إن ترامب يتقدم حاليًا في معظم الاستطلاعات، إلا أن نقاط قوة هاريس بين الفئات الديموجرافية الرئيسية وزيادة الدعم داخل قاعدة الحزب الديمقراطي قد تجعل السباق الرئاسي لعام 2024 تنافسيًا وساخنًا ويصعب التنبؤ به.