توقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، استمرار تراجع إنتاج الحبوب في أوكرانيا، كما هي مثل الشهر الماضي عند 33.1 مليون طن، بانخفاض نسبته 38% عن السنة الماضية، وتعد أوكرانيا رابع أكبر دولة مصدرة للقمح في العالم.
يأتي ذلك وسط قلق الدول النامية من أزمة حبوب مقترنة بالحرب الروسية الأوكرانية، بعد توجيه كييف اتهامات لموسكو، بتعمّد تأخير نحو 165 سفينة شحن حبوب، من خلال تمديد عمليات التدقيق على الشحنات، وطالبت روسيا بتنفيذ كل الشروط المتعلقة بالاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة للسماح بتصدير الحبوب.
وكشفت وزارة الزراعة الأوكرانية، في بيان، تراجع صادرات الحبوب لـ45.6% على أساس سنوي في موسم 2022-2023 حتى الآن لتصل إلى 6.364 مليون طن.
جدير بالذكر أن صادرات الحبوب في أوكرانيا انخفضت منذ بداية الحرب بسبب إغلاق موانئها على البحر الأسود، وهو طريق رئيسي للشحن، ما تسبب في ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، وأثار مخاوف من حدوث نقص في دول إفريقيا والشرق الأوسط.
توترات بين موسكو والأمم المتحدة
قالت إسميني بالا، المتحدثة باسم مبادرة حبوب البحر الأسود التابعة للأمم المتحدة، إن هناك حاليًا أكثر من 150 سفينة تنتظر حول إسطنبول للتحرك، متوقعةً أن يتسبب هذا التأخير في تعطيل سلسلة الإمداد وأعمال الميناء.
وأعرب مركز التنسيق المشترك لمبادرة حبوب البحر الأسود الذي تم إطلاقه بعد وساطة من الأمم المتحدة وتركيا، في بيان، عن "قلقه إزاء التأخير الذي يهدد باضطرابات تطال سلاسل الإمداد والعمليات المرفئية".
وأعلن المركز التنسيقي سابقًا تصدير نحو 7.7 مليون طن من الحبوب ومنتجات غذائية أخرى بموجب الاتفاق حتى منتصف الشهر الجاري.
وفتحت ثلاثة موانئ على البحر الأسود في نهاية شهر يوليو الماضي، بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا، مع حصول موسكو على ضمانات لصادراتها من الحبوب والأسمدة.
موسكو تهدد بالانسحاب
لم يستقر الوضع كثيرًا بين الطرفين؛ وسرعان ما تصاعدت هجمات موسكو على أوكرانيا، مع سعي البلدين إلى إدخال تغييرات على الاتفاق في إطار المحادثات لتمديده إلى ما بعد الموعد النهائي الحالي في 19 نوفمبر المقبل، وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بيان، إن "موسكو تحتاج إلى تطمينات لاستمرار الاتفاق".
وتسعى الأمم المتحدة إلى تمديد الاتفاق إلى ما يصل إلى عام، وتيسير عمليات التفتيش المشتركة للسفن التي يجريها مسؤولون من الأمم المتحدة وتركيا وروسيا وأوكرانيا.
هددت موسكو مرات عدة بالانسحاب من اتفاق مبادرة حبوب البحر الأسود، واشتكت من طريقة تنفيذه.
مطالب روسية ببيانات مقاصد الشحنات
قال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن بلاده طالبت الأمم المتحدة ببيانات حول مقاصد شحنات الحبوب والدول المستهلكة لها، مؤكدًا أن استمرار اتفاق الحبوب يعتمد على توضيحات من الأمم المتحدة حول المستهلكين، وذلك ليس مجرد فضول، بل يتوقف على ذلك تعديل وإعادة توجيه الأعمال المقبلة لتنفيذ اتفاق الحبوب.
وأوضح لافروف، في مؤتمر صحفي سابق، أنه وفقًا للبيانات الأممية، فإن البلدان الأشد فقرًا، هي التي تثير أكبر قلق لدى الأمين العام للأمم المتحدة، تصل إليها بين 5 و7% من حجم الحبوب التي يتم تصديرها من الموانئ الأوكرانية، فيما يصل نصفها تقريبًا إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وذكر الوزير الروسي أن روسيا عندما تلفت انتباه الأمم المتحدة إلى ذلك، يكون ردها بأن الدول الأوروبية يقولون "نعم، نتلقى معظم الحبوب الأوكرانية"، ولكن بعد ذلك سيتم توزيعها في جميع أنحاء العالم بما في ذلك أشد البلاد فقرًا.
1.7% تراجع الإنتاج العالمي للحبوب
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، في أحدث تقرير صادر عنها، تخفيض آخر توقعات الإنتاج العالمي للحبوب في عام 2022، للشهر الثاني على التوالي، بمقدار 5.9 مليون طن عن شهر سبتمبر، فأصبح الآن أقل بنسبة 1.7% عن العام الماضي، ليبلغ 2 768 مليون طن.
وأظهرت بيانات وزارة الزراعة الأوكرانية، في بيان، أن الصادرات حتى الآن في الموسم الذي بدأ في يوليو 2022 وينتهي في يونيو 2023، شملت 3.72 مليون طن ذرة و2.06 مليون طن قمح و557 ألف طن شعير.
وتوقعت الحكومة الأوكرانية أن تحصد بين 50 و52 مليون طن من الحبوب في عام 2022، مقارنةً برقم قياسي بلغ 86 مليون طن في العام الماضي، بسبب استيلاء القوات الروسية على أراضٍ تابعة لها، وانخفاض إنتاجية الحبوب.
وخُفّضت توقعات منظمة "فاو" بشأن التجارة العالمية في الحبوب للفترة 2022-2023 هذا الشهر بنحو 2.3 مليون طن، وصولًا إلى 467 مليون طن؛ الأمر الذي يشير إلى انخفاض بنسبة 2.4% عن مستوى الفترة 2021-2022، مع انكماش متوقع للتجارة في جميع الحبوب الرئيسية.