كان لشجرة الكريسماس، أن تتزين. لأنوارها أن تضيء. للاحتفالات أن تعم. لولا أزمات متتالية متزايدة، تجعل ليلة عيد الميلاد قاسية على القارة العجوز.
حديث الطاقة على الألسنة، مشاهد الإضرابات قائمة، الاحتجاجات تشتعل. ولا ملامح للخروج من الصورة القاتمة، لأخرى لا تحمل اللون الأسود، الذي يشبه ليالي انقطاع الكهرباء في عواصم أوروبية، كانت معروفة بمدن الضوء.
تعاني أوروبا من التضخم. ارتفعت أسعار السلع بشكل غير مسبوق، فلا مجال للرفاهية. مواد غذائية كاللحوم والدجاج والحليب والبيض، تأثرت بفعل أزمات اقتصادية، تتزامن وأزمة طاقة هي الأصعب والأسوأ منذ عقود، وما تزال ملامحها الآخذة في القتامة تتشكل، دون ضوء يلوح في الأفق.
صوت الحرب في أوكرانيا يتعالى، وتتعالى معه صيحات المواطن الأوروبي، المنادي برفع الأجور، وتخفيض الضرائب. بدا أن الصيحات لا تكفي، فحلت الإضرابات، إلى الحد الذي دفع بمرفق الإسعاف وبعض الأطباء في لندن للإضراب، وانضم لهم موظفو شرطة الحدود، فاضطر الجيش للنزول لأداء مهام غير مكلف لها. مشهد قاسٍ على رئيس الوزراء البريطاني، الذي قال إنه حزين وخائب الأمل، بعدما هددت الإضرابات عرقلة عطلات عيد الميلاد.
وفي المدينة الصاخبة المضيئة، انقطع التيار الكهربائي منذ أيام فغرقت باريس في الظلام. لكنها الليلة متوهجة على أثر اشتباكات عنيفة بين شرطتها ومحتجون على مقتل ثلاثة، فحلَّ المولوتوف، وأطلق الغاز المسيل للدموع.
تنادي دول أوروبية مثل هولندا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والنمسا لتقليل الأضواء، وتوفير استهلاك الكهرباء، في ليلة الكريسماس، أما في إيطاليا فرمز الاحتفال بعيد الميلاد نفسه مهدد، بعدما انخفضت أعداد أشجار الصنوبر بسبب الجفاف الشديد.