في ليلة طربية حملت في طياتها الأصالة والذوق الرفيع، افتتح الفنان التونسي لطفي بوشناق مساء أمس، الدورة الـ 58 من مهرجان قرطاج الدولي، حيث أطرب الحضور بصوته المميز، كما شهد الحفل تقديم عرض مميز عن مسيرته الطويلة على مدار عقود، حمل اسم "عايش لغناياتي" والذي أخرجه نجله عبد الحميد بوشناق.
كان العود رفيق لطفي بوشناق في حفله، وقدم به مجموعة من الأعمال الموسيقية، كما استهل حفله بأغنية "يا شاغلة بالي" وهي من ألحان شحرور الخضراء علي الرياحي، وكان أداها في سبعينيات القرن الماضي. كما قدم مجموعة من الأغنيات مثل "إحنا الجود، وريتك ما نعرف وين، نسايا، أنت شمسي"، كما أدى رفقة الفنانة اللبنانية مشلين خليفة أغنية "العين اللي ما تشوفكشي".
واختار لطفي بوشناق إنهاء حفلته بأغنية "يا نوار اللوز، انزاد النبي" وهي من الأغاني التي تعبر عن الوعي الوطني والانتماء للثقافة التونسية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من مسيرة بوشناق كفنان يمزج بين الإبداع والأصالة.
لا شك أن حضور لطفي بوشناق في مهرجان قرطاج الدولي لن يمحى من ذاكرة الحضور، إذ أنه استطاع أن يجسد الفخامة الفنية بأسلوبه الفريد وصوته الرائع. وقد أثبت بوشناق أنه أحد أبرز رموز الثقافة التونسية والموسيقى العربية الكلاسيكية، وله حظوة خاصة في قلوب محبي الموسيقى.
كانت فلسطين حاضرة في كلمات لطفي بوشناق التي عبر فيها عن دعمه لأهالي غزة وتضامنه معهم، واصفًا ما يحدث لهم بأنها إبادة جماعية وأعظم جرائم في تاريخ الإنسانية، حيث أعرب عن أسفه الشديد للمعاناة التي يعيشها سكان القطاع.
يُعد بوشناق واحدًا من الفنانين الذين يستخدمون الفن كمنصة لدعم حقوق هذا الشعب وإبراز الظلم الذي يعانيه بسبب آلة الاحتلال الإسرائيلي. وتتجلى تعبيرات بوشناق في دعم فلسطين من خلال أغانيه وفي مواقفه العامة.
وعلى الجانب الآخر، دشنت إدارة المهرجان معرضا للصور الفوتوغرافية يوثق لستين عاما على تأسيس المهرجان خلال الفترة من (1964- 2024). وتضمن المعرض الذي أقيم في الممر المؤدي إلى المدرجات صورا لعدد من نجوم الفن بالوطن العربي الذين وقفوا على خشبة مسرح المهرجان.