تسببت تصريحات ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في حالة من الجدل، إذ تحدث فيها عن أن أوكرانيا لن تكون موجودة بحلول عام 2034، وهي التصريحات التي تلقفتها معاهد الدراسات ونسجت حولها تقارير عن أن الكرملين يمهد الروسيين لحرب طويلة الأمد.
وانطلقت الحرب الروسية الأوكرانية قبل 3 سنوات، وتمكنت القوات الروسية، خلال تلك الفترة من السيطرة على الكثير من الأراضي الأوكرانية، التي يواجه جيشها ضعفًا في العدة والعتاد، ويعتمد منذ فشل الهجوم المضاد، العام الماضي، على المساعدات الأوروبية والأمريكية.
اختفاء أوكرانيا
ويرى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، وفقًا لمجلة نيوزويك الأمريكية، أن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال الـ10 سنوات المقبلة لن يحدث أبدًا، لافتًا إلى أنه بحلول 2034 لن يبقى أي من زعماء دول الناتو الحالية في مناصبهم، وبعضهم لن يكون موجودًا حتى في هذا العالم، وأوكرانيا أيضًا.
وجاء تعليقه ردًا على ما أثاره ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الذي أعرب عن أمله في أن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى التحالف العسكري، خلال السنوات الـ10 المقبلة، وفي تحليله لآخر مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية، يرى معهد دراسات الحرب الأمريكية أن تصريح ميدفيديف بأن الدولة الأوكرانية لن تكون موجودة بحلول عام 2034، يدعم جهود روسيا التي تعمل على إعداد الشعب الروسي لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا.
وعد بالنصر
يشكل تصريح عدم وجود أوكرانيا بحلول عام 2034، وعدًا للجمهور الروسي بالنصر خلال تلك المدة، ووفقًا للتحليل فإن معالجة وسائل الإعلام الروسية لتصريح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، يسير في هذا الاتجاه الداعم لفكرة استمرار الحرب لـ10 سنوات أخرى.
وفي دلالة أخرى، تعمل هذه الرواية على تقويض أي محاولات منفصلة يمكن أن توحي بأن روسيا مستعدة "للتفاوض" من أجل "السلام" مع أوكرانيا، وتؤكد أن الغاية الوحيدة التي يرغب الكرملين في تحقيقها من هذه الحرب التدمير الكامل للدولة والشعب الأوكراني.
روشتة بوتين
يعتبر هذا التحليل متناقضًا مع الروشتة الخاصة التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل إحلال السلام مع أوكرانيا ووقف نزيف الدماء بين الطرفين، وبموجبها سيصدر أمرًا بوقف فوري لإطلاق النار مع كييف وبدء المفاوضات، التي تعد بالنسبة لروسيا حلًا نهائيًا للصراع المستمر منذ 3 أعوام.
وتتمثل روشتة بوتين في سحب كييف قواتها من المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمها، وهي لوهانسك، دونيتسك، زابوريجيا، وخيرسون، يأتي بعد ذلك خطوة بدء المفاوضات والتخلي عن خطط الانضمام إلى حلف الناتو، بجانب رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.