يتجه الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو الانسحاب من الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، إذ لا تبشر التطورات المتسارعة المتعلقة بترشحه إلاّ بالمزيد من الأخبار السيئة على الحزب الديمقراطي، لا سيما بعد الأداء الكارثي في المناظرة التي جمعته بمنافسه الجمهوري دونالد ترامب في 27 يونيو، وإعلان البيت الأبيض إصابته بفيروس كورونا "كوفيد -19".
وأصبح السؤال بشأن إمكانية استبدال "بايدن" من الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية أكثر إلحًاحًا بالحزب الديمقراطي، خوفًا من فقدان مكانته السياسية خصوصا في الانتخابات التشريعية.
ووفقًا لـ"أسوشيتد برس"، لدى بايدن حق الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية وفك تعهد المندوبين بالالتزام بالتصويت له خلال المؤتمر، وفي حالة انسحابه سيكون لهؤلاء المندوبين الحرية في التصويت لمن يختارونه.
وقال مستشار ديمقراطي كبير لشبكة سي إن إن، شريطة عدم الكشف عن هويته: "المحادثات الخاصة مع الكونجرس مستمرة.. إنه متقبل وليس متحديًا كما هو الحال علنًا".
وأوضح المستشار: "لقد انتقل من القول: كامالا هاريس (نائبة الرئيس) لا تستطيع الفور، إلى هل تعتقد أن كامالا تستطيع الفوز؟.. لا يزال من غير الواضح أين سيتجه، لكن يبدو أنه يستمع".
انسحاب ضروري
في مقابلة مع قناة "بي إي تي"، قال "بايدن"، إنه سيعيد تقييم ما إذا كان سيبقى في السباق الرئاسي ويفكر في الانسحاب "إذا أخبره الطبيب بشكل مباشر أنه يعاني حالة تجعل ذلك ضروريًا".
انتحار الحزب الديمقراطي
من جهته، قال محمد العالم، الكاتب والباحث السياسي، إنَّ الحزب الديمقراطي على الأرجح سيدفع بعدد من الأسماء البديلة، خصوصًا بعد كثرة الأخطاء التي ارتكبها الرئيس الأمريكي في المناظرة التي جمعته بترامب، لكن فكرة استبدال بايدن كمرشح تبدو صعبة للغاية، خصوصًا أنَّ لديه قناعة كبيرة بقدرته على منافسة ترامب.
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أكد "العالم" أنَّ الحزب الديمقراطي يخشى أيضًا من فقدان مكانته السياسية حال استمرار بايدن بالسباق الرئاسي، كما يرى أن استمراره بالسباق سيؤثر سلبًا على الحزب في الانتخابات التشريعية.
وأضاف أنَّ إصابة بايدن بفيروس كورونا قد تعزز فكرة انسحابه من السباق، وربما تتولد لديه قناعات بأنه حان وقت التراجع عن الترشح، حتى يتمكن الحزب الديمقراطي من المنافسة رغم استطلاعات الرأي التي تشير إلى انخفاض مستويات تأييده.
واعتبر "العالم" اختيار الحزب الديمقراطي امرأة (كامالا هاريس) كمرشحة في الانتخابات الرئاسية يعد انتحارًا سياسيًا، ولكن في حالة انسحاب بايدن سيكون الاسم الأبرز للديمقراطيين هو روبرت كينيدي.
ترامب الرئيس المنتظر
أما الباحث في الشؤون الأمريكية على بردي، فقال في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية" إنَّ الانتخابات الأمريكية 2024 تحظى بزخم كبير ومتزايد خصوصًا بعد محاولة اغتيال المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب بولاية بنسلفانيا، وتزايد أسهم فوزه بشكل قوي.
وأكد أنَّ "ترامب" تمكن من السيطرة على جميع منافسيه داخل الحزب الجمهوري، وجمع خصومه السابقين تحت عباءته من أجل إعلان ولائهم التام له.
وعن تأثير إصابة بايدن بفيروس كورونا على المشهد الانتخابي، أوضح "بردي" أنّ الوقت يضيق على الحزب الديمقراطي وجو بايدن، خصوصًا أن المؤتمر العام للحزب لم يتبق عليه سوى شهر من الآن، معتبرًا أنّ الوقت المتبقي غير كافٍ لترشح غيره.
ويرى أن الاسم المرشح كامالا هاريس التي تشهد أرقامها في استطلاعات الرأي تحسنًا لن تكون قادرة على إدارة شؤون البلاد.
وذكر أنه رغم كبر سن بايدن، لكنه سياسي قديم ويتمتع بالحكمة والحنكة ومتمرس في الحياة السياسية ولا يمكن الاستهانة بشعبيته رغم زلاته الأخيرة.