تظاهر عشرات اليهود المتشددين (الحريديم) في القدس، اليوم الثلاثاء، رفضًا للخدمة العسكرية، خصوصًا بعد قرار جيش الاحتلال باستدعاء 3 آلاف شخص للخدمة.
وعاد الجدل أخيرًا، بعد موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الأسبوع الماضي على إصدار أوامر استدعاء للتجنيد لنحو 3 آلاف شخص من الحريديم.
وفق المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يبلغ عدد السكان الحريديم في إسرائيلي نحو 1.3 مليون شخص، أي 14% من إجمالي عدد السكان وتبلغ نسب الشباب حتى سن 19 "سن التجنيد" بين الحريديم 58%، مقارنة بـ31% بين عامة السكان اليهود.
لا يعترفون بدولة إسرائيل
وفي ظل إصرار حكومة الاحتلال فرض التجنيد على "الحريديم"، قال خبير الشؤون الإسرائيلية أحمد شديد، إنَّ الحريديم طائفة لا تعترف بالدولة الإسرائيلية، لكنهم يبحثون عن موازناتها.
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أضاف "شديد" أنّ دولة الاحتلال تضطر إلى إطالة أمد الخدمة العسكرية للجنود الحاليين واستدعاء الحريديم، وأوضح أن هذا القرار يشير إلى إطالة أمد الحرب في قطاع غزة.
وذكر الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن أعداد الحريديم زادت بشكل كبير وزاد حضورهم في المشهد السياسي ووزنهم النسبي في الانتخابات، الأمر الذي عزّز من تأثيرهم على المؤسسات الحاكمة.
وأوضح أنَّ بنيامين نتنياهو، يرى أن نهاية الحرب ستتحول إلى كارثة، خصوصًا بعد حديث يوآف جالانت بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لكشف المسؤول عن أحداث 7 أكتوبر.
استدعاء الحريديم
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيبدأ الأسبوع المقبل استدعاء طلاب المعاهد اليهودية المتزمتين دينيًا (الحريديم) للخدمة في الجيش في قرار ينهي الإعفاء المستمر منذ فترة طويلة لهذه الفئة من أداء الخدمة العسكرية.
وتثير هذه القضية حساسية على نحو خاص وسط الحرب مع "حماس" في قطاع غزة والمواجهات المرتبطة بها على جبهات أخرى، التي تسببت في خسائر هي الأسوأ بين صفوف الجنود النظاميين والاحتياط.
قرار قضائي بالتجنيد
وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو المنقضي بأنه يتعين على الحكومة البدء في تجنيد الحريديم في الجيش، ما خلق مزيدًا من الضغوط السياسية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وذكر بيان عسكري إسرائيلي أنه اعتبارًا من الأحد المقبل سيبدأ "إصدار أوامر الاستدعاء لدفعة أولى"، وذلك قبل دورة التجنيد المقبلة في يوليو الجاري.
ويضم ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزبين متشددين يعتبران الإعفاءات عنصرًا مهمًا للاحتفاظ بدعم ناخبيهما في المعاهد الدينية ولمنع انصهار هؤلاء المؤيدين في الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة.
ويشكل رفضهم أداء الخدمة في الحروب التي يدعمونها مسألة مثيرة للخلاف آخذة في التزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.
والأقلية العربية التي تشكل 21% من سكان إسرائيل أيضًا معفاة في الغالب من أداء الخدمة العسكرية التي تلزم الإسرائيليين بشكل عام في سن 18 عامًا بأداء الخدمة لمدة 32 شهرًا للرجال و24 شهرًا للنساء.