تشهد سماء مكة المكرمة، اليوم الاثنين، تعامد الشمس بظاهرة تسمى "التسامت" على الكعبة المشرفة، وهو الثاني والأخير هذه السنة.
وكشفت الجمعية الفلكية في مدينة جدة بالسعودية أن "التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس ظاهريًا قادمة من مدار السرطان متجهة جنوبًا إلى خط الاستواء، وتتوسط خط الزوال وتصبح الشمس على ارتفاع 90 درجة تقريبًا بالتزامن مع أذان الظهر في المسجد الحرام، حيث يصبح ظل الزوال صفرًا ويختفي ظل الكعبة المشرفة"، حسب وكالة الأنباء السعودية.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية ماجد أبو زاهرة، أن "سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة يعود إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة، الذي يؤدي إلى انتقال الشمس "ظاهريًا" بين مداري السرطان شمالًا والجدي جنوبًا مرورًا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة".
وأوضح أن "المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا أو جنوبًا، تشهد هذا الحدث مرتين في السنة، لكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان وتتصف به أماكن من الكرة الأرضية محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي".
وتابع: "أبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية هو تحديد الاتجاه نحو القبلة خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية وكافة المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبتة بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية، وتستخدم ظاهرة التعامد أيضًا في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية، وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة وهي تدل أيضًا على كروية كوكبنا".
يُذكر أن تعامد الشمس الأول حدث هذا العام 2024 أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي، وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام المقبل 2025.