الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الاحتلال يقتل مرضى الضفة الغربية بـ"الإغلاق التام"

  • مشاركة :
post-title
مريض فلسطيني مصاب بالسرطان يعاني من نقص العلاج

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل المرضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، من خلال سياسة الإغلاق التام التي يطبقها منذ بدء العدوان على غزة، قبل ما يزيد على تسعة أشهر.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها، إلى الشاب الفلسطيني ينان مسلم في بيت لحم، والذي يعاني من الفشل الكلوي، ويخضع للعلاج بالغسل 3 مرات في الأسبوع، يواجه صعوبة كبيرة في الحصول على العلاج والأدوية، بعد أن فرض الاحتلال إغلاقًا تامًا على الضفة الغربية، مع بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

وتم تقليص الوقت المخصص للشاب البالغ من العمر 24 عامًا، لغسيل الكلى بنسبة 25%، والجهاز المخصص له الآن يحتوي فقط على مرشحات مناسبة للأطفال بدلًا من البالغين، مما يجعله أقل كفاءة بكثير في تنظيف دمه.

ونقلت "ذا تليجراف" عن مسلم: " "أصبح نقص الأدوية الآن أسوأ مما كان عليه قبل الحرب، ربما لم يكن هناك عنصر واحد متاحًا قبل الحرب، والآن أصبح ثلاثة، غسيل الكلى يستغرق ثلاث ساعات بدلًا من أربع".

و"مسلم" واحد بين آلاف الفلسطينيين الذين يتعرضون لما وصفته منظمات الإغاثة بأنه شكل من أشكال الفصل العنصري الصحي، الذي يمارسه جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.

وفي حين كان تدمير المرافق الصحية في غزة نتيجة واضحة للعدوان الإسرائيلي، فإن الضفة الغربية المحتلة عانت من حرمان أكثر خطورة من الرعاية الصحية الأساسية، وفق "ذا تليجراف".

ومن بين الضحايا مرضى السرطان الذين لا يستطيعون الحصول على الأدوية الأساسية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ممنوعون من السفر بحرية لزيارة الطبيب، وفي إحدى الحالات المؤكدة، انفصلت أم عن أطفالها حديثي الولادة.

ويصف المنتقدون الإجراءات الإسرائيلية بـ"الممنهجة"، إذ يعمد الاحتلال إلى تقويض القطاع الصحي الفلسطيني، من خلال حجب عائدات الضرائب، ومنع حرية تنقل الناس داخل الضفة الغربية المحتلة عبر نظام التصاريح ونقاط التفتيش.

منذ 7 أكتوبر، استشهد أكثر من 500 فلسطيني بنيران جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وأصيب آلاف آخرون، مما زاد العبء على نظام الرعاية الصحية، وفقًا لوزيرة الصحة الفلسطينية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

وكان تأثير الحرب على غزة مدمرًا على نظام الرعاية الصحية والمصابين بأمراض مزمنة، وفقًا للأطباء في رام الله وبيت لحم ونابلس والخليل.

ويمثل مريض السرطان أحمد نمر عاصي (70 عامًا) من رام الله، أحد ضحايا الإغلاق الإسرائيلي، وألقى باللوم في حالته السيئة على نقص الدواء الذي يبطئ أو يوقف نمو الخلايا السرطانية، كما يمنعه ​​الاحتلال من الوصول إلى مستشفيات أفضل في القدس الشرقية المحتلة، ولا يزال لا يعرف السبب.

وأصبح نقص الأدوية والمنع من التنقل سيناريو يائسًا يتم تكراره في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة لعدد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الفشل الكلوي.

ومثّل تفكك النظام الطبي في الضفة الغربية المحتلة بفعل الإغلاق الإسرائيلي إحباطًا للأطباء، الذين شهدوا تدهور صحة مرضاهم مع ارتفاع المضاعفات.

ورفضت سلطات الاحتلال وعلقت منح آلاف تصاريح السفر للمرضى المصابين بأمراض خطيرة وأفراد أسرهم، للمرور عبر نقاط التفتيش لزيارة المستشفيات الأفضل تجهيزًا في القدس الشرقية المحتلة.

والإغلاق التام الذي يفرضه الاحتلال على الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر، أثار الانتقادات الدولية، واتهمت منظمات حقوقية ودول الاحتلال بفرض الفصل العنصري على الفلسطينيين، واستغلال مواردهم بشكل منهجي وتقييد بشكل تعسفي حقوقهم وحرياتهم الأساسية.