برز انقسام واضح بين الناخبين الأمريكيين من ذوي الشبرة السمراء والمشرعين من بني جلدتهم في ما يتعلق بدعم الرئيس جو بايدن الذي يواجه تحديات كبيرة في سباقه نحو البيت الأبيض للمرة الثانية، لإعادة انتخابه.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيوزويك"، لا يزال أعضاء الكتلة السمراء في الكونجرس يدعمون بايدن بقوة، على الرغم من الدعوات المتزايدة من بعض الديمقراطيين للرئيس بالتنحي عن السباق الرئاسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن تواصل مع أعضاء الكتلة في مكالمة هاتفية، وشكرهم على دعمهم وطلب استمرار مساندتهم له، قائلًا: "أحتاج إليكم".
دعم معاكس للاستطلاعات
وقد برز العديد من المشرعين من ذوي البشرة السمراء للدفاع عن بايدن علنًا، فعلى سبيل المثال، صرحت النائبة فريدريكا ويلسون قائلة: "أي قائد يدعو الرئيس بايدن للانسحاب يحتاج إلى ترتيب أولوياته وإيقاف تقويض هذا القائد الفعلي المذهل".
كما أكدت النائبة جويس بياتي، الرئيسة السابقة للكتلة السمراء في الكونجرس، أن بايدن لا يزال يتمتع بدعم ساحق من ذوي البشرة السمراء.
على الرغم من الدعم القوي من قبل المشرعين ذوي البشرة السمراء، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تراجع في دعم بايدن بين الناخبين الأفارقة، ووفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن 47% من الناخبين الأفارقة يعتقدون أنه ينبغي أن يكون هناك مرشح ديمقراطي آخر، بينما يرى 43% فقط أنه يجب على بايدن البقاء، كما أظهر استطلاع آخر أجرته شبكة سي بي إس نيوز ويوجوف أن 42% من الناخبين الأفارقة يعتقدون أن بايدن لا ينبغي أن يترشح مرة أخرى.
يشير تقرير "نيوزويك" إلى أن هذا التراجع في الدعم بين الناخبين ذوي البشرة السمراء قد يكون له تأثير كبير على نتائج الانتخابات، خاصة في الولايات المتأرجحة، حيث يمكن للتحولات الصغيرة في أنماط التصويت أن تؤثر في نتيجة الانتخابات.
وعلى الرغم من أن الناخبين من ذوي الأصول الإفريقية لا يزالون يدعمون بايدن بشكل كبير مقارنة بمنافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، إلا أن هذا التراجع في الدعم يثير القلق في صفوف الحزب الديمقراطي.
قلق من بديل بايدن
في حال تنحى بايدن عن السباق الرئاسي، تُعد نائبة الرئيس كامالا هاريس الخليفة المنطقية له، وأشار النائب جيم كلايبورن، وهو ديمقراطي من ساوث كارولينا يُنسب إليه الفضل في فوز بايدن بترشيح الحزب الديمقراطي في عام 2020، إلى أنه سيدعم هاريس إذا انسحب بايدن، كما طرح كلايبورن فكرة إجراء "انتخابات تمهيدية مصغرة" في حال تنحي بايدن.
وتعليقًا على هذا الموضوع، قالت كاثرين تيت، أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون، لصحيفة "نيوزويك": "الكتلة السمراء في الكونجرس قلقة بشأن من سيحل محل بايدن، وما إذا كان هذا البديل سيحظى بدعم ساحق من ذوي البشرة السمراء".
وأضافت: "لا يزال الناخبون من ذوي البشرة السمراء يريدون شخصًا يمكنه هزيمة ترامب، بايدن يعرف هذا وهو يؤكد باستمرار أنه يمكنه هزيمة ترامب".