انطلقت فعاليات الدورة الـ58 لمهرجان الحمامات الدولي في تونس، أمس الجمعة، وسط أجواء احتفائية بمرور 60 عامًا على تأسيسه، إذ عُرض في حفل الافتتاح مسرحية "عطيل…وبعد"، والتي تقدم رؤية وقراءة جديدة لمسرحية شكسبير، وبقراءات إنسانية تحاكي الواقع المعاصر، وما يعيشه عطيل من صراعات، وفق تعبير مخرج العمل حمادي الوهايبي.
شهد حفل الافتتاح أيضًا تكريم الممثلة المسرحية التونسية منى نور الدين، التي شاركت منذ 60 عامًا في مسرحية "عطيل"، وقالت بعد صعودها على المسرح: "تكريمي في مسرح الحمامات يحمل معاني كبيرة ويثلج صدري خاصة وأنني ساهمت منذ 60 سنة في تدشين الفضاء الذي لا يزال يحافظ على روحه كفضاء ثقافي متميز ينتصر للمسرح".
ووصف الوزير المكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية المنصف بوكثير، الممثلة منى نور الدين بأنها إحدى قامات التمثيل في تونس، مبينًا أن التكريم يعد لمسة وفاء لها ولكل المبدعين المسرحيين التونسيين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء التونسية.
وأشاد "بوكثير"، باختيار "عطيل.. وبعد" للعرض في افتتاح المهرجان، وقال إنه عمل مسرحي فيه لفتة مهمة للمسرحيين التونسيين، مبرزًا ثقته في نجاح الدورة الـ58 لمهرجان الحمامات بفضل برمجته المتوازنة التي تجمع بين المسرح وبين بقية الأنماط الفنية، وبتميزها بحضور الفنانين التونسيين.
"عطيل.. وبعد"
وقال "الوهايبي"، مخرج مسرحية "عطيل.. وبعد"، إنها "مغامرة تنسج على معاني الحرية التي يتيحها الفن، ونقدم بها مقترحًا فكريًا وجماليًا يدفع للتفكير ولا يتوقف عند التفكير المغلق، وهو عمل محفوف بالشك ليحاور الجمهور ويبتعد عن المقدسات، ويتيح المجال للتفكير والحوار والجرأة في التعبير عن الكينونة وعلى شكل إقامتك في العالم".
فيما قال مهذب الرميلي، الذي جسد شخصية عطيل: "سعدت بما سمعته من تفاعلات الجمهور خاصة أن المسؤولية كانت كبيرة لتقديم العمل الذي حرصنا فيه على احترام الجمهور وأن نحظى برضاه"، والمسرحية تطرح تساؤلات حول من نحن في إطار ثنائيات الخير والشر والحب والكره.