يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يحاول الخروج من مأزق المناظرة الرئاسية السيئة، التي أحدثت ردود فعل غاضبة داخل الحزب الديمقراطي ومطالبات بتنحيه عن السباق الرئاسي، إذ يمكن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أن يوقف الحملات ضده وإعادته مرة أخرى لطاولة الانتخابات، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
ويعتبر ملف الحرب على غزة واحدًا من أهم الملفات الخارجية للسياسة الأمريكية في عهد بايدن منذ انطلاقها قبل 8 أشهر، وتسبب الدعم الأمريكي للإبادة الجماعية، إلى خروج تظاهرات غاضبة بجانب استقالات داخل صفوف الإدارة الأمريكية، احتجاجًا على الموقف الأمريكي من الحرب.
استغلال الرد
وتحدث الرئيس الأمريكي، اليوم الخميس، مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبحسب أكسيوس، ناقشا تطورات المفاوضات بشأن اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، عقب قيام حماس بتقديم ردها على الاقتراح الإسرائيلي الأخير.
ويسعى المسؤولون في البيت الأبيض إلى الاستفادة بصورة كبيرة من رد حركة حماس الذي وصفوه بـ"الإيجابي"، بهدف سد الفجوات المتبقية بين الطرفين والتوصل إلى اتفاق نهائي يقضي في النهاية إلى إطلاق سراح المحتجزين في غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع بصورة أكبر.
إنجاز كبير
تأتي أهمية تلك المكالمة في وقت يعاني فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضغطًا كبيرًا سواء من الناخبين وهو ما كشفته استطلاعات الرأي، أو من داخل حزبه من خلال تصريحات كبار المشرعين الديمقراطيين، ووفقًا لـ"أكسيوس" فإن وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيكون إنجازًا كبيرًا في السياسة الخارجية له بعد المناظرة السيئة.
وتتضمن خطة بايدن اتفاقًا من 3 مراحل، تبدأ بإطلاق سراح المحتجزين وتبادل الأسرى ثم عودة النازحين وينتهي بإعادة الإعمار في القطاع، لكن الخلاف جاء من التعنت الإسرائيلي بعدم تقديمه أي التزامات من شأنها الوصول إلى إنهاء المراحل الثلاث.
الصياغة الجديدة
تتركز المرحلة الأولى على الحالات الإنسانية، وفقًا للمعلن، ومن المفترض أن يتم وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا فقط، تقوم خلالها حركة حماس بإطلاق سراح النساء والمجندات والرجال فوق سن الخمسين عامًا، بجانب الإسرائيليين ذوي الحالات الطبية الحرجة من المحتجزين.
وستفرج إسرائيل في المقابل عن 900 أسير فلسطيني، بينهم أكثر من 150 يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، ومع رد حماس الجديد بحسب مسؤولين إسرائيليين، سمحت الصياغة الجديدة للاتفاق إلى وجود غموض لدى الطرفين في المفاوضات، وجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن المادتين 8 و14، وهما الفجوتان الرئيسيتان بين الطرفين.