على مدار 50 يومًا تفتح مدينة العلمين أبوابها في الفترة من 11 يوليو الجاري إلى 30 أغسطس المقبل، أمام العالم لتقدم مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفعاليات التي يمتزج فيها الفن بالثقافة والرياضة والترفيه والسياحة، إذ تشهد الدورة الثانية للمهرجان العديد من المفاجآت منها إقامة 10 حفلات غنائية لأبرز نجوم الوطن العربي، من بينهم عمرو دياب، وكاظم الساهر، ومحمد منير، وتامر عاشور، وديانا حداد، وويجز، وسعاد ماسي، بجانب فرقة "كاريوكي"، كما يقام ضمن المهرجان 35 فعالية ترفيهية إلى جانب 12 حدثًا رياضيًا من الألعاب الجماعية والفردية، وفي لافتة مميزة من المهرجان لدعم المسرح المصري، يعرض أكثر من 6 مسرحيات على رأسها مسرحية شبابية لدعم المواهب، وأيضًا وجود فعالية خاصة بالطفل بعنوان "نبتة" يترأسها الفنان المصري أحمد أمين.
لم ينس المهرجان دعم القضية الفلسطينية، لذا قررت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تخصيص 60% من أرباح المهرجان هذا العام لصالح أهلنا في فلسطين، حيث جاء ذلك على البوستر الخاص بالنسخة الثانية، إضافة إلى رفع العلم الفلسطيني بجانب العلم المصري في فعالياته.
بالفن نقاوم
يؤكد الناقد المصري طارق الشناوي لموقع "القاهرة الإخبارية"، أنه على يقين من نجاح الدورة الثانية من مهرجان العلمين الجديدة، نظرا لتعدد فعالياتها واهتمامها بجميع الجوانب الترفيهية والثقافية والرياضية، إذ يقول: "أشعر أن المهرجان هذا العام عربي وليس مصريًا وهو أمر إيجابي أن نقيم مهرجان في مصر، يضم جميع دول العرب دون الشعور بفوارق، وهذا العام سيكون هناك أكثر من حفلة مميزة تضم نجومًا مثل "كاظم الساهر، ومحمد منير، وعمرو دياب"، بجانب وجود فعاليات خاصة بالطفل، وهذا أمر يُحسب للمهرجان بجانب الفقرات الترفيهية والرياضية، كما أنني سعيد بفكرة إلقاء الضوء على دعم المسرح المصري".
ويضيف: "تخصيص جزء من الأرباح لفلسطين، يؤكد شيئًا مهمًا للغاية وهو أنه بالفن نستطيع أن نقاوم وهذا درس كبير لكل من ينتقد فكرة إقامة مهرجانات أو حفلات موسيقية أو عروض سينمائية ومسرحية في وقتنا الحالي بسبب ما يحدث في غزة، لأن التوقف لن يفيدهم بشيء لكن إذ خصصت جزءا من الأرباح لدعم أهالينا في فلسطين سيكون شيئًا إيجابيًا ومفيدًا".
فرص للمواهب
بينما تؤكد الناقدة المصرية ماجدة موريس لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن مهرجان العلمين الجديدة في تطور ملحوظ رغم قصر مدته، إذ تقول: "شهدنا في الدورة الأولى من المهرجان، فعاليات كثيرة ومهمة، لكن هذه الدورة تحمل تطورات ملحوظة واهتمامات بكل الجوانب، إذ يقدم المهرجان هذا العام فعاليات خاصة بالطفل وهذا الشيء افتقدناه كثيرًا في المناسبات، رغم أهميته لأن الأطفال هم الأجيال القادمة، لذا لا بد من تنميتهم والاهتمام بعقولهم، فأنا معجبة للغاية بهذه الفكرة، كما أن إلقاء الضوء على المسرح شيء يُحسب لإدارة المهرجان لأنه يعيد رونق المسرح المصري من جديد، خصوصًا أن المسرح اختفى في وقتنا الحالي في ظل تهافت الشباب على السينما، إضافة أن هذه الفعالية تعطي فرصًا للشباب الموهوبة للتعرف على موهبتهم في مهرجان كبير بحجم العلمين".
وتضيف: "سعيدة للغاية بهذه التطورات التي حدثت في الدورة الثانية وأتوقع لها النجاح وأتمنى خلال الدورات المقبلة أن تكون هناك فعالية خاصة بالسينما مع الموسيقى والمسرح، كما أريد أن أحيي إدارة المهرجان على فكرة تقديم 60% من أرباح المهرجان لصالح أهالينا في فلسطين وهذا من وجهة نظري موقف إنساني وراقٍ لدعم القضية الفلسطينية وهذا ليس بجديد على مصر، الداعمة والمساندة لفلسطين بكل ما تستطيع".
جمهور خاص
بينما أشاد الناقد المصري عصام زكريا لموقع "القاهرة الإخبارية"، بفكرة إقامة مهرجان في مدينة العلمين الجديدة، إذ يقول: "مدينة العلمين مكان استثنائي كانت لا توجد فيه حياة، ففكرة إقامة مهرجان ترفيهي وثقافي شيء إيجابي، حتى يفيد الجمهور الخاص به ويتفاعل مع الفعاليات التي تقام فيه، خصوصًا أن هناك أكثر من عنصر إيجابي في المهرجان مثل وجود المسرح ودعم المواهب الشابة، وخدمات ترفيهية ورياضية ولكن كل الأمور ستتضح مع بداية الفعاليات".
ويضيف: "نوجه الشكر والتقدير لإدارة المهرجان، كونها لم تنس القضية الفلسطينية وهذا الشيء يحسب لهم، وأتمنى أن نرى مهرجانًا مهمًا يدعم الفن والرياضة والسياحة".
أفكار مبتكرة
فيما أشاد الناقد اللبناني جمال فياض بفقرات مهرجان العلمين في نسخته الثانية، إذ يقول: "كون المهرجان في مرحلة النمو ويحرص على تقديم فعاليات مهمة في دورته الثانية، حسبما أعلن القائمون عليه من مشاركة كبار النجوم في حفلات غنائية وتسليط الضوء على المسرح واستقطاب الأطفال، أمر يحسب للقائمين عليه ويستحقون التحية والتهنئة على هذه الأفكار والتطورات، وأتوقع له نجاحًا كبيرًا خصوصًا أن منطقة العلمين في ذاكرة الكثير من الأجيال وتعد منطقة تاريخية".
ويضيف: "وجود فقرة خاصة بالطفل فكرة ذكية للغاية تستحق الإعجاب، نظرًا لأن المهرجان يستقطب من الآن الأطفال المصريين والعرب، وهم بناة المستقبل وعندما يكبرون سيأتون للمهرجان، وبالتالي يعمل القائمون عليه على بناء علاقة قوية بينه وجمهوره على مدار السنوات".
وحول فكرة تسليط الضوء على المسرح، قال الناقد اللبناني: "المسرح في مصر أو لبنان أو أي دولة عربية يتعرض لمحاولة طمس، ونحن نعلم أن المسرح في مصر كان يشهد الكثير من النجاحات وبدأ في التراجع، بينما اليوم تسليط الضوء على المسرح وإعطاء فرصة للشباب لإظهار موهبتهم يعني وجود رغبة في عودة رونق المسرح، وأتمني أن يدعّم النجوم الكبار هذه الفكرة ومشاركة الوجوه الشابة لتشجيعهم ودعمهم".
مصر أبرز الداعمين
يشير جمال فياض إلى أن مصر من أبرز الداعمين لقضايا العرب منذ زمن طويل إذ يقول: "تخصيص جزء من أرباح المهرجان لدعم القضية الفلسطينية لافتة إنسانية عظيمة وهذا ليس شيء غريب على مصر، فهي أبرز الداعمين للقضايا العربية سواء في فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، ليبيا، وكل الدول التي تعرضت لمشكلات وحروب، فدائمًا مصر هي الحاضنة لكل الدول الشقيقة والوطن بدون مصر ينقصه أم وبوجودها يشعر بالأمان".