سلّط مسلسل "مفترق طرق"، المقتبس من المسلسل الأمريكي "الزوجة الجيدة"، الضوء على عدد كبير من القضايا التي يتطرق لها للمرة الأولى في الدراما العربية، مثل شهادة طفل مصاب بالتوحد، الجانب الإنساني للمحامي والصراع الذي يعيشه لتحقيق العدالة، وقصة كفاح الأم التي تسعى لتوفير حياة سعيدة لأبنائها بعد الكشف عن فضائح لزوجها أدت إلى سجنه، وغيرها من القضايا التي تُعالج بشكل واقعي وتفصيلي ضمن سياق درامي مشوّق، عمل عليه المؤلف شريف بدر الدين ووائل حمدي مع ورشة الكتابة للعمل.
العمل الذي يضم مجموعة مميزة من نجوم العرب على رأسهم هند صبري، إياد نصار، جومانا مراد، ماجد المصري، هدي المفتي، وإخراج أحمد خالد موسي، يؤكد مؤلفه شريف بدر الدين لموقع "القاهرة الإخبارية"، أنه كان على يقين أن المسلسل سيحجز لنفسه مكانة مميزة عند الجمهور ويحقق نجاحًا لافتًا؛ نظرًا لتعدد واختلاف القضايا التي يتناولها، إذ يقول: "لمست ردود فعل الجمهور الإيجابية على "مفترق طرق"، بشكل ملحوظ في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعلوا مع الأحداث بشكل ملحوظ، ومتابعة شخصياته وقلقهم عليهم ومستقبلهم، وهذا الأمر أسعدني للغاية لتأثيره بشكل فعّال على الجمهور".
ويضيف: "لم تكن هناك رسالة بعينها يحرص العمل على تقديمها بقدر وجود معني مهم له علاقة بالمنعطفات التي نمر بها في حياتنا العملية والعاطفية، وفي رأيي نحن مثل شخصيات هذا المسلسل، نتعرض طوال الوقت للحظات تجعلنا واقفين أمام الريح وكل اختياراتنا في هذه اللحظة تكون مصدر تهديد لمسارات خططنا لها، ولا نتوقع أن هذه الخطط من الممكن ألا يكون لها وجود، لكننا في الحقيقة عندما يحدث ذلك نكون مطالبين بالتصرف واتخاذ القرارات الجديدة التي توقفنا في مفترق طرق بين ما كنا نريده من قبل، وما يصير حاليًا، فالمسلسل يحاول طرح ومناقشة الفكرة بأكثر من زاوية".
التحدي الأكبر
حول التحديات التي واجهته في العمل، يقول: "أي عمل في بداية التحضير له مرورًا بكل مراحل تنفيذه يكون له تحديات مختلفة عن غيره، وبالنسبة لتلك التي تكون مقتبسة عن أعمال أخرى، يكون التحدي الأكبر وجود معادلات اجتماعية مقبولة وطبيعية تستوعب الأحداث والشخصيات التي تتحرك في مجتمع مختلف ما، والأهم بعد البحث عن هذه المعادلات نصل لصيغة تجعل المشاهد لا يشعر بأن العمل مسنود إلى عمل آخر، فيبقى التحدي الأكبر أن نجد للعمل الجديد خصوصية تميزه وتمنحه هوية خاصة به وبشخصياته بعيدًا عن المسلسل الأصلي أو أي نسخة ثانية منه".
ويضيف: "في هذه اللحظات لا يكون التخوف من فكرة المقارنة، قدر ما يكون التخوف من قدرتك على إيجاد المعادلات المناسبة من وجهة نظرك، ومدي تجاوب الجمهور معها، وهناك تفاصيل مختلفة في هذا المسلسل عن نسخته الأمريكية مثل خط شخصية الجدة سلوى، ففي المسلسل الأصلي الجدة في حياة الزوجة والأحفاد أشبه بالمربية تزورهم من قت لآخر، ومن الممكن أن تقضي معهم بعض الوقت خلال فترة انشغال الزوجة ثم تعود لمنزلها، لكن في النسخة العربية، الجدة هي التي تستقبل الزوجة وأحفادها في منزلها وذلك بعد تجمد ممتلكات ابنها عمر المنسي".
وتابع: "هناك خط كامل جديد في النسخة العربية خاص بشخصية هنا التي تجسدها الفنانة نهي عابدين وهي ابنة خالة أميرة التي تقدمها هند صبري، وهناك تفاصيل أخري كثيرة لها علاقة بمعالجة القضايا المطروحة داخل الحلقات".
كواليس العمل
يشيد مؤلف مسلسل "مفترق طرق"، بتعاونه مع الفنان الأردني إياد نصار لأول مرة، إذ يقول: "إياد نصار، احترافه دائما مقرون باستيعابه للمشاعر التي وراء كل لحظة درامية يؤديها، فهو شخص محترف على المستويين الفني والإنساني، أما هند صبري فهي شخصية مميزة لأقصي درجة تهتم بالتفاصيل ولديها قدرة على طرح أسئلة مهمة عن الشخصية التي تجسدها، والبحث وراء دوافعها لتقديمها بالشكل المناسب".
وعن أصعب الشخصيات التي واجهته في الكتابة، يقول: "شخصية الطفلة منة كانت من الشخصيات الصعبة التي احتاجت لمجهود كبير لوصولها لشكلها الحالي وكذلك شخصية الجدة سلوى".